شقت صفارات الإنذار سماء محافظة بيشة مساء أمس، معلنة جريان وادي بيشة، لتبدأ على الفور النداءات لإخلاء السكان منازلهم في المحافظة التي يقطعها الوادي إلى نصفين. وبدأت فرق الدفاع المدني والإنقاذ بإجلاء السكان من منازلهم، خصوصاً أولئك القاطنين بالقرب من جانبي الوادي، بعد أن جرت السيول الثلاثة التي تصب في وادي بيشة، الذي يعتبر مجراه من أضخم مجاري السيول في المنطقة الجنوبية. ودوت صفارات الإنذار في محافظة بيشة مع حلول الساعة السادسة من مساء أمس، بحسب المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني في المحافظة محمد العاصمي، الذي أكد أن رجال الدفاع المدني طالبوا السكان بالخروج من منازلهم فوراً، وبدأت عملية إجلاء لهم. في السياق ذاته، قتلت السيول اثنين في وادي الريان في المحافظة نفسها، أحدهما في الستين من عمره، والآخر لم يتجاوز عمره الثلاثين، بعد أن تعذر وصول فرق الإنقاذ والطائرات العمودية إليهما، بسبب تردي الأحوال الجوية. كما جرف سيل وادي ضلع مسناً (70 عاماً) أثناء تفقده ماشيته من الإبل، أسفل عقبة ضلع، إذ تم العثور عليه وقد فارق الحياة، فيما احتجزت الإبل خلف الوادي. تعرضت مناطق جازان ونجرانوعسير لأمطار غزيرة في اليومين الماضيين، أدت إلى وفاة شاب واحتجاز أسرة مكوّنة من 13 شخصاً وإنقاذ طفلين، فيما تمت مباشرة 53 حادثة، نتيجة لجريان السيول وتساقط الصخور في المناطق الجبلية، ما تسبب في تعطيل مصالح بعض المواطنين الذين طالبوا بسرعة مباشرة الاحتجازات في كثير من الطرق، وتعليق الدراسة لحين توقف الأمطار والسيول. وكانت منطقة جازان شهدت أول من أمس أمطاراً من الغزيرة إلى المتوسطة والخفيفة في محافظات عدة، خصوصاً في محافظات صبيا وأبي عريش والعارضة، سالت على إثرها أودية جازان وضمد، وكانت مصحوبة بصواعق رعدية تبعتها رياح شديدة، ما تسبب في اقتلاع بعض الأشجار في بعض المناطق الجبلية، وتساقط الصخور على بعض الطرقات، فيما أسهمت فرق الإنقاذ في إنقاذ مقيم من الجنسية السورية علقت مركبته بوادي ضمد، من دون تعرضه لإصابات. من جهتها، نشرت مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان دوريات السلامة في كل الأودية، محذرة من تقلبات الأجواء خلال الأيام القليلة المقبلة، وعدم الاقتراب من بطون الأودية، واتخاذ كل التدابير اللازمة من مخاطر السيول والأمطار. من جهة ثانية، أغلقت الجهات الأمنية في منطقة عسير عقبتي ضلع اللتين تؤديان إلى منطقة جازان، نتيجة لتساقط بعض الصخور بعد انهمار الأمطار أول من أمس، ولمباشرتها مهام أعمال إزالة تلك الصخور. ودعت فرق الدفاع المدني في المنطقة المواطنين والمقيمين إلى عدم المجازفة بالعبور لتلافي الخطر، بعد تلقيها بلاغات التنبيه من مصلحة الأرصاد، لتتحول إلى رسائل نصية عبر الاتصالات وجهتها للمواطنين لتحذيرهم من خطورة الأجواء. فيما كانت الأمطار التي هطلت على منطقة نجران غزيرة ومصحوبة بالبرَد، لتجري المياه عبر وادي نجران، ما جعل فرق الدفاع المدني في المنطقة تحذر الأهالي من الاقتراب من مجاري السيول، في الوقت الذي شهدت فيه ضفاف الأودية الكثير من المتنزهين، فيما فتحت إدارة المياه مخارج سد نجران لتصريف المياه عبر الوادي، وباشرت فرق الهلال الاحمر 53 حادثة تمت مباشرتها بحسب مدير فرع الهيئة حمد قحاط، تنوعت بين حوادث مرورية نتجت منها 29 إصابة. وأوضح الناطق الإعلامي المكلف باسم الدفاع المدني في منطقة نجران ماجد الزهراني، أنه من الحالات التي تمت مباشرتها احتجاز أسرة مكونة من 13 شخصاً في حي الضباط، واحتجاز أسرة أخرى في حي دحضة خلف محل صاهر الأسعار، إضافة إلى إنقاذ شخصين احتجزا داخل سيارة في قرية الجربة، وفك احتجاز طفلين في حي الأمير مشعل. وسجلت منطقة الباحة أمس (الإثنين) أكثر من 60 حالة احتجاز لسيارات، إضافة إلى حوادث مرورية، منها انقلاب شاحنة على طريق المطار، بسبب الأمطار التي سالت على إثرها وديان جرب والفرحان والقاع وسمر والعريقين ووادي شمرخ. أوضح ذلك نائب المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة الرائد أحمد الشهري، الذي أكد عدم وجود خسائر تذكر، مشيراً إلى أن آليات الدفاع المدني استخدمت في فتح الطرق، كما انتشرت على مداخل الأودية لتحذير الناس من الاقتراب.