أوضح الكاتب شتيوي الغيثي أن حداثة العالم العربي، بما فيه السعودي، «كانت تسير في سياق افتراضي، بمعنى ألا وجود على مستوى الواقع الفعلي، بحيث يؤثر ويتأثر في الوجدان الجمعي بهذه الحداثة لصياغة رؤية عامة تقود المجتمع العربي إلى التطور. كانت حداثة نخبة أكثر منها حداثة مجتمع. كما أن أكثرها يدور في المجال الأدبي والنقدي، وهنا أخص الحداثة السعودية، إذ لم تتأسس على قيم فكرية كبرى تسائل القيم التقليدية برمتها، كما حصل في المجتمعات الحداثية الحقيقية، فلا وجود لفكر أو فلسفة تأسست عليه الحداثة السعودية»، مشيرا إلى أن ما حصل هو نوع من استجلاب الحداثة العربية الأدبية وحداثة عمرانية وتقنية خلقت المزاوجة بين العصرنة والتقليد. ما حصل هو عملية تحديث وليست حداثة. عملية عصرنة شكلية دون الفعل الثقافي الشامل. هي عملية بناء مادي دون البناء الإنساني الفكري، ولذلك تجدنا نستجلب مقتنيات الحضارة من دون المنطقات الفكرية التي تأسست عليها. نحن نمارس الحياة المعاصرة بذهنية قديمة تماماً، كما قال نزار قباني: «لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية»، ولهذا السبب كان اسم كتابي الذي ذكرته».