بيروت، دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تواصلت الاثنين العمليات العسكرية والأمنية للقوات النظامية السورية والاشتباكات مع المنشقين في عدد من المناطق السورية عشية انتهاء مهلة خطة المبعوث الدولي كوفي أنان، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى، بينهم 35 شخصاً في حماة و10 من قوات حفظ النظام في حلب، فيما اعتقلت قوات الأمن السورية شابة رفعت لافتة الأحد أمام مبنى البرلمان في العاصمة دمشق تطالب ب «وقف القتل». وذكر مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس» أن «35 شخصاً قتلوا في بلدة اللطامنة في ريف حماة الاثنين، بنيران القوات النظامية، بينهم 15 طفلاً وفتى دون الثامنة عشرة، وثماني نساء»، مشيراً إلى وجود عدد من الأشخاص تحت انقاض المنازل التي قصفها الجيش السوري. يذكر أن بلدة اللطامنة كانت تعرضت قبل 3 أيام إلى هجوم من الجيش السوري أسفر عن مقتل 40 شخصاً بحسب ناشطين. إلى ذلك، ذكر المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع «فرانس برس» أن «اشتباكات وقعت ليل أول من أمس بين عناصر من الجيش الحر وقوات الأمن في حي السكري في مدينة حلب (شمال) على خلفية قيام عناصر الأمن بإطلاق الرصاص على تظاهرة ليلية»، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه سقط في الاشتباك ضابط شرطة برتبة ملازم أول وشرطي. وفي ريف حلب، «يتواصل القصف على مدينة تل رفعت التي تحيط بها حشود عسكرية كبيرة في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحامها» بحسب الحلبي الذي أشار إلى «حالة دمار لا يمكن وصفها في المدينة». وأشار «المرصد» إلى بدء عملية اقتحام تل رفعت التي «سقط فيها العشرات بين شهيد وجريح»، والى تعرض بلدة مارع لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة. وعلى مقربة من الحدود التركية، دارت اشتباكات في قرية السلامة التابعة لمدينة اعزاز أسفرت عن مقتل ستة عناصر من نظاميين وجرح ثمانية منشقين جرى نقلهم عبر الحدود التركية. إثر ذلك، أطلق عناصر من الأمن السوري الرصاص باتجاه مخيم كيليس للاجئين السوريين داخل الأراضي التركية ما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 15 على الأقل بجروح. وفي حمص (وسط)، تتعرض أحياء مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاصرها، بحسب ما نقلت «شبكة شام الإخبارية». وتضم مدينة الرستن عدداً كبيراً من العسكريين المنشقين عن القوات النظامية، واقتحمتها القوات النظامية قبل أشهر بعد معارك عنيفة، قبل أن تخرج منها تحت ضربات المنشقين. وحاول الجيش النظامي اقتحامها مرات عدة في الأسابيع الماضية من دون أن يتمكن من التقدم داخلها. وفي دمشق «دخلت تعزيزات أمنية وعناصر من الشبيحة فجر أمس إلى حي كفرسوسة حيث نفذت عمليات مداهمات للبيوت اعتقلت عشرات الأشخاص» بحسب ما أفاد عضو قيادة مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي. وفي ريف دمشق، قتل أربعة جنود نظاميين بانفجار عبوة ناسفة في حافلة كانت تقلهم قرب قرية كوكب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى انتشار ناقلات جند مدرعة على حواجز بين مدينة داريا بريف دمشق وحي كفرسوسة بدمشق. وفي مدينة حماة (وسط) «نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في أحياء باب القبلي والبياض والشير منذ ساعات الصباح الأولى إضافة لتكسير المحال التجارية والاعتداء على منازل الناشطين خصوصاً» بحسب ما أفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة أبو غازي الحموي. وأضاف الحموي في اتصال عبر سكايب مع «فرانس برس» أن «تعزيزات عسكرية وصلت إلى محيط مدينة كفرزيتا في ريف حماة ما يؤشر إلى إمكان أن تكون عرضة لاقتحام القوات النظامية في الساعات القليلة المقبلة». وفي محافظة دير الزور (شرق)، اقتحمت القوات النظامية قرية موحسن صباح أمس وسط سماع إطلاق رصاص كثيف وأصوات انفجارات. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية البوعمر بالقرب من موحسن، فيما سمعت في مدينة دير الزور أصوات إطلاق رصاص وانفجارات صباح أمس بحسب المرصد. وفي محافظة درعا (جنوب) قتل مواطن في بلدة صيدا اثر إصابته برصاص. ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في خربة غزالة صباحاً أسفرت عن اعتقال 16 شخصاً، بحسب المرصد. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل مدني و 10 من عناصر قوات حفظ النظام بينهم ضابط لدى «إطلاق النار عليهم من قبل متجمعين» في منطقة السكري في حلب في شمال البلاد. وأوضحت الوكالة أن «قوات حفظ النظام توجهت أمس إلى منطقة السكري في حلب لحماية تجمع عدد من المتظاهرين، بعدما شهدت هذه المنطقة في الفترات الأخيرة حالات من الاعتداء على التجمعات بقصد اتهام قوات حفظ النظام فيها. ولدى وصول قوات حفظ النظام إلى القرب من التجمع، جرى إطلاق نار عليها من كل الجهات من ضمن المتجمعين ما أدى إلى استشهاد تسعة عناصر وضابط برتبة ملازم أول واستشهاد مدني»، فضلاً عن إصابة 11 عنصراً من قوات حفظ النظام ومدنيين بإطلاق النار عليهم. إلى ذلك، أعلنت «سانا» أن 227 مطلوباً في محافظة إدلب، في شمال غربي البلاد «سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة للعودة إلى حياتهم الطبيعية» وأن الذين سلموا أنفسهم «تعهدوا عدم العودة إلى حمل السلاح والفوضى والتخريب أو القيام بأي تصرف من شأنه الإخلال بأمن واستقرار الوطن». وأفادت الوكالة أيضاً أن «الجهات المختصة أحبطت ليل أول من أمس محاولتي تسلل لمجموعتين إرهابيتين من الأراضي اللبنانية إلى سورية في ريف تلكلخ في حمص (وسط سورية)، وأن المحاولة الأولى كانت عند قرية الناعور والثانية في قرية حالات السورية». إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة لوكالة «فرانس برس» أن قوات الأمن السورية أوقفت شابة رفعت لافتة الأحد أمام مبنى البرلمان في العاصمة دمشق تطالب ب «وقف القتل». وأظهر مقطع بثه ناشطون على الإنترنت الشابة بلباس أحمر وهي ترفع اللافتة وسط تصفيق المارة وصيحات «برافو». وقال عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي لوكالة فرانس برس إن الشابة رفعت لافتة كتب عليها «أوقفوا القتل» أمام مبنى مجلس الشعب، ثم تجمع حولها عدد من الشباب قبل أن تعتقلهم جميعاً قوات الأمن. وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن هذا الخبر، مضيفاً: «لم تردنا حتى الآن معلومات حول ما إذا افرج عنها أم لا»، فيما قال المحامي والناشط الحقوقي أنور البني أن الشابة تدعى ريما الدالي «وهي ما زالت محتجزة حتى الآن لدى الأمن».