دكا (بنغلادش) - أ ف ب - خلال أربعين سنة، ساهم قاضي أشرف حسين في إنجاح نحو عشرة آلاف زيجة في بنغلادش، وفقاً لتقديراته. ويرى حسين، المعروف باسم «باخي بهاي» (الأخ عصفور)، أن مهنته «وسيط زواج» أصبحت اليوم ضرورية أكثر من ذي قبل في ظل تحديات الحياة المعاصرة. في السبعينات من القرن الماضي، عندما اضطر سائق الرافعة السابق لأن يتخلى عن مهنته لأسباب صحية، عمل بنصائح زملائه القدامى: «قالوا إنني أعرف كيف أقنع شخصاً بالزواج... وبدأت العمل وأنا لا أملك سوى بعض الصور». في البداية، كان يزور العائلات في منازلها ويعرض عليها صوراً لأزواج أو زوجات محتملين: «كنت أتنقل بسرعة بين عميل وآخر، فكانوا يشعرون بأنني أطير، لذا أطلقوا علي لقب الأخ عصفور». ثم قرر «العصفور» تطوير عمله الجديد، فراح ينشر إعلانات في الصحف، ما «أحدث صدمة لدى كثيرين»، لكن تبين أن الأمر مربح. واليوم، يحل وسيط الزواج هذا ضيفاً دائماً على المحطات التلفزيونية، بعدما اشتهر بثرائه وتأثيره. وباخي بهاي، الذي يمتلك قاعدة بيانات معلوماتية مع آلاف السير الذاتية وصور العازبين الراغبين في الزواج، يعمل الآن مع خمسة معاونين. أما أجره فيتراوح بين 1200 و4000 دولار للزواج المتمم، ما يعتبر مبلغاً كبيراً في هذه البلاد الفقيرة. أحمد مثلاً، يعمل في قطاع الطيران في بريطانيا، أخذ إجازة طويلة غير مدفوعة كي يتزوج في وطنه، لكن خطته معرقلة، لأنه، بحسب بهاي، «لم يحصل أي تفاعل». ويشرح: «الشاب حائز شهادات عليا، ومن الطبيعي أن تبحث عائلته عن شابة جميلة، لكنهم يريدونها جميلة ومتعلمة ونحيفة، وألا يقل طولها عن 157 سنتيمتراً». وباخي بهاي مدافع شرس عن الزيجات المدبرة: «الزواج المدبر صلب كالصخر، لأن المسألة هي بين العائلتين اللتين ستقومان بالمستحيل حتى لا يفترق الزوجان». ويؤكد: «رأيت آلاف الزيجات التي بنيت على أساس الحب وهي تنهار. ثم يأتي المطلقون بحثاً عن زواج مدبر». وهو يرى أن تشتت العائلات والنزوح إلى المدن، يجعلان مهنته ضرورية أكثر. ويتنهد قائلاً: «نواجه صعوبات مع شابات اليوم. يفضلن الانتظار حتى أواخر الثلاثينات، بدلاً من الارتباط بمن لا يليق بهن... ينسين الفضائل القديمة مثل النزاهة والتواضع والأخلاق الحسنة. كلهن يرغبن في أزواج أثرياء وأذكياء». وتنتقد وكالات تدبير الزيجات في بنغلادش لأنها تميل إلى المبالغة في ما يتعلق بمهن العملاء أو ثرواتهم. ويقر «عصفور» بأنه «من الصعب أن نعرف ما إذا كانت الشابة تكذب في شأن سنها، أو إذا ما كذب الشاب بخصوص ممتلكاته». ويأسف باخي بهاي لأن الناس لا يقرون بأن زواجاً ما أتى نتيجة عمل وسيط: «جمعت أشخاصاً كان ذووهم فقدوا الأمل في جعلهم يتزوجون، لكنني تقريباً لا أدعى أبداً إلى حفلات الزفاف».