الدار البيضاء - ا ف ب - «سوق زواج» موقع خاص بالزواج يلقى رواجاً في المغرب، خصوصاً لكونه «مجانياً»... فهو يسمح لآلاف المغاربة باللقاء والبحث عن توأم الروح على الشبكة العنكبوتية، في بلد ما زالت فيه الزيجات المدبّرة حاضرة بقوة. الموقع أنشأه ياسر نجار في حزيران (يونيو) 2010، وهو - رغم حداثته - يلقى نجاحاً حقيقياً، على خلفية مجّانيته، إضافة إلى واقعه المحلي. ويقصد هذا الموقع الإلكتروني يومياً نحو 2600 مرشح ومرشحة للزواج، ثلثهم من النساء. ويوضح نجار: «اليوم مثلاً، جرى تسجيل 1670 إعلاناً لنساء في مقابل 870 إعلاناً لرجال، وهذا يعني أن النساء يتجرأن أكثر من الرجال» على القيام بخطوة مماثلة. ويلفت إلى أن «غالبية الإعلانات تبيِّن رغبة كبيرة في الارتباط وجِدِّيةً في ما يخص «الحلال» الذي يتناسب مع المعايير الدينية. باختصار... تبين رغبةً في الزواج». وبالنسبة إلى المتخصصين في علم الاجتماع، يشكل ذلك «ظاهرة جديدة»، فالمواقع المتخصصة بالزواج مرتبطة ب «نمو» الاتصالات، حتى ولو أتى ذلك في بلد كالمغرب، يشكل الإسلام فيه دين الدولة كما تشيع فيه «الزيجات المدبّرة» من قبل العائلات. وترى الاختصاصية سمية نعمان غيسوس، أن «للفتاة اليوم متطلباتها، فهي ترغب في زوج يحبها ويحترمها، وفي زوج لا تتحكم به والدته ويسمح لها بالعيش بعيداً من عائلته». وإلى جانب «مجانيته»، حقق «سوق زواج» نجاحه في بلد «تكثر فيه» الزيجات المدبّرة، لأن «الشابات لا يرضين بعد الآن بالعريس الذي يطرق باب عائلاتهن، أو ذلك الذي تقترحه عائلاتهن عليهن»، بحسب ما تقول غيسوس. وفي المغرب اليوم، وفقاً لآخِر البيانات الرسمية، أكثر من 13 مليون مستخدِم للإنترنت. وتأتي غالبية إعلانات النساء على موقع «سوق زواج» باللهجة المغربية أو باللغة الفرنسية. وهي تشدد على «الاحترام» الذي يتوقعنه من المتقدمين للزواج، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هؤلاء «مسلمين ملتزمين». ونقرأ في أحد هذه الإعلانات: «شابة مغربية تعمل مدرّسة، تبحث عن رجل مسلم لائق ومستقيم يحترم المرأة وكريم على جميع الصعد». ويشدد الرجال في إعلاناتهم على أوضاعهم الاجتماعية و «جديتهم»، فيكتب أحدهم «أدعى سيمو، وأنا من الرباط. أبلغ من العمر 28 عاماً وأعمل مهندساً في المعلوماتية في إحدى الوزارات. أنا ملتزم دينياً ولطيف وجاد في طلبي. أبحث عن شابة من الرباط جادة أيضاً بهدف إقامة علاقة جدية تنتهي إن شاء الله بزواج شفاف وسليم». وظاهرة المواقع الإلكترونية الخاصة بالزواج تترجم كذلك التغيرات الناجمة عن العصرنة التي طالت جزءاً من المجتمع المغربي. وتشدد غيسوس على أنه ومن خلال ذلك «ندرك أن هناك وحدة شديدة وخيبات كثيرة لدى الرجال والنساء على حد سواء».