قبل 40 عاماً قال لهم أبو عمار: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لكنهم... أبوا إلا أن يسقطوه ويغتالوا غدي واليوم تقول لكم غزة: لا تسقطوا البندقية من يدي فمن قلب الموت والصمود سينكسر الحصار وتولد حياة أسمى ... والمستقبل سيعود يا غزة كرامتنا بين يديك بين الدمعة والرصاصة بين الردم والشهادة ... ولم تعد المقاومة وجهة نظر لتحيا فلسطين عبر رجالك: بنادق السماء غزة بندقيتنا الأخيرة... فلا تسقطوها *** صوت: يكفي أبا مازن عشرون عاماً مضت تنتظر السلام غدروا بك... وبنا... وبالحَمَام كفى.. رُضّعنا باتوا يتامى وشبابُنا أضحوا قُبورا وشيوخنا أكلتهم الحسرة وأنت ما زلت تأمل بدولة! صدقني؛ لن يعطوك منها ... حتى كسرة أخرج بندقيتك ماذا تنتظر؟ هي جسرُ أحلامكَ وأحلامنا ويا تعسَ من تعبَ كتفه من حمل بندقية ويا حظ من كانت أمله وجسره **** يقول لي صديق: كفى يا حسان حديثاً عن غزة وأوجاعِ غزة وثكلى غزة فقلوبنا احترقت من كلِّ مَيل استبدَّ بنا الأرقُ؛ ولم نعُد ننام الليل فقلت له: لنبكِ.. لعل الله حين يسألنا عما فعلنا لغزة؛ نجيب: بكينا من ضعف ما لدينا بكينا سخف ما قدمت يدينا *** في غزة... قلوب الظلم أكثر من أن تدارى *** صرخة معادة: لماذا فعلت ذلك يا أبا عمار؟ لماذا تركت هؤلاء وراءك؟ موت وسذاجة وبعضٌ من أرائك *** نوافذ الجنة مشرّعة على غزة فهنيئاً لمن ينتظره أهل السماء يراقبونه يشجعونه ويبكونه ستفخرُ الأقلامُ بالكتابة عن أبطالها وسيقف التاريخ خجلاً أمامها وسيُطرِق برأسه... حتى ينتهي الأبطال من كتابة فصلٍ جديد يشعر التاريخ كم كان قزماً.. واستطال ليس بعد البلوغ ولا بعد الرشد بل بعد أن بلغ من العمر عتياً استطال على يد إنسان غزة *** عند ذلك الحد الذي لا يستطيع فيه الإنسان البكاء أو ربما يصرخ بلا حنجرة اعلم.. أنك في غزة *** يا فلسطين الإباء لا تلومينا لا تلومي من فقدوا الحياء *** فلسطين يا مشكاة الدنيا يا بلدي التي لم تنم منذ الأزل تؤثرُ السَهَر شفقة على البشر من يوم القيامة مستيقظة حتى لا ينطفئ العالم وتضيع الاتجاهات فلسطين من غيرك تفقد الجغرافيا قيمتها ويتوه نسبُ التاريخ وتفقد الشعوب الانتماء وتحتك فقط سبع أراضين من الشهداء يا مشكاتي ومشكاة الأمم جلدك لا تؤثر فيه الخناجر وجسدك لا يلوثه الغزاة وقلبك يتسع للجميع فأنت من ولدت من أجلها كل المآثر *** ويقولون: أتى عيد؟ وفي كل وهلةٍ شهيد! وفي كل ساعةٍ يتيم جديد! الرياض - 29 رمضان 1435 - 27 يوليو 2014