أطلقت أجهزة الأمن الفرنسية 6 من المسلمين العشرة الذين اعتقلتهم خلال مداهمات نفذتها في مناطق جنوبية الاثنين الماضي، من دون توجيه تهم اليهم، فيما افتتح المؤتمر السنوي ال 29 لاتحاد مسلمي فرنسا في مدينة لوبورجيه قرب العاصمة باريس والذي تستمر اعماله حتى غد، ومعه السجال بين السلطات ومنظمي المؤتمر. جاء ذلك بعد الإفراج عن 4 معتقلين آخرين الخميس الماضي، وبررت النيابة العامة الإجراء الجديد بأن «العثور على كتيبات ومنشورات اسلامية داخل منازلهم لا يبرر اعتقالهم». وكانت الاعتقالات التي تلت توقيف 19 شخصاً من جماعة «فرسان العزة» المحظورة، نفِذت اثر طلب وجهته الاستخبارات الى النيابة العامة واستند الى معلوملت افادت بأن المشبوهين «يمثلون خطراً مبدئياً نظراً الى ميولهم الراديكالية، وتشابه شخصياتهم مع التي لمحمد مراح الذي قتل 4 يهوداً و3 مسلمين بالرصاص في تولوز ومونتوبان (جنوب غرب) منتصف الشهر الماضي. وبرر وزير الداخلية كلود غيان الاعتقالات حينها بأنها «احترازية»، فيما لمحت اوساط سياسية وإعلامية الى انها مزايدة انتخابية تهدف الى تعزيز موقع الرئيس نيكول ساركوزي المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة جولتها الأولى في 22 الشهر الجاري. مؤتمر المسلمين ووسط حال التوتر السائدة بين السلطات والمسلمين اثر منع الشيخ يوسف القرضاوي وخمسة شخصيات اسلامية اخرى من حضور المؤتمر السنوي لمسلمي فرنسا، أكد وزير الداخلية غيان ان السلطات «ستتابع التجمع «بدقة»، «لأننا مهتمون جداً بتطبيق بنود القانون الجمهوري، وبينها عدم تواجد نساء منقبات في الأماكن العامة، والذي يحتم تدخل الشرطة». وكرر غيان أسفه لمشاركة المفكر الإسلامي السويسري المصري الأصل طارق رمضان في الاجتماع، «على رغم انه ادلى بتصريحات سابقة ملتبسة جداً». وشهد افتتاح المؤتمر تأكيد رئيس الاتحاد احمد جاب الله ان المؤتمر «لم يكن يوماً منصة لدعاة الحقد والقتل، وما نسب من مواقف الى القرضاوي والشخصيات الخمس الأخرى غير دقيقة، لأن هؤلاء ليسوا معادين للسامية بل مدافعين عن حقوق الفلسطينيين». ومثل كلام جاب الله رداً على رسالة وجهها اليه الرئيس ساركوزي، وأكد فيها انه لن يتسامح مع اي موقف يطلقه المؤتمر، ويحض على العنف والحقد ومعاداة السامية. وأشار جاب الله الى ان المسلمين الذين يقدر عددهم بحوالى 6 ملايين في فرنسا يتخوفون من ان يتحولوا الى محور في الحملات الانتخابية، مبدياً اسفه لكون احداث تولوز ادت الى ذلك. وأكد جاب الله الى انه خلافاً للاعتقاد السائد فإن مسلمي فرنسا مجروحون لأنهم يجدون انفسهم مستهدفين كما في كل الحملات الانتخابية. وكان الاتحاد تأسس عام 1983، واضطلع بدور اساسي في انجاح مساعي ساركوزي لدى توليه شؤون وزارة الخارجية لإنشاء المجلس الفرنسي للديانة المسلمة عام 2003. والدة مراح على صعيد آخر، اعلنت عائلة مراح ان والدته زليخة عزيري تتواجد منذ الخميس الماضي في الجزائر لزيارة أمها وأهلها المقيمين في مدينة بني سليمان بالمدية (جنوب غرب). وأكد جمال عزيري خال محمد مراح المقيم في بني سليمان ان سشقيقته ستعود الى فرنسا للوقوف الى جانب ابنها عبد القادر القابع في السجن»، مشيراً الى ان شقيقته تثق في عدالة القضاء الفرنسي الذي تأمل بأن ينصف عبد القادر». وأعلنت زهية مختاري، محامية عائلة مراح، انها تملك شريطين مصورين يثبتان تعرض مراح «لعملية تصفية» على يد القوات الخاصة في الشرطة الفرنسية «كي لا تظهر الحقيقة».