سجلت محافظة جدة خلال الأيام الماضية كثافة مرورية كبيرة تسببت في طوابير وصراخات المارين، بعد احتجازهم في عدد من الشوارع الرئيسه، وأدت إلى توقف السير على إثرها في بعض الأحيان إلى قرابة الأربع ساعات، ما سبب توتراً لدى البعض وتعطل مصالحهم، والتسبب في تأخر بعض الحالات المرضية الطارئة. وأرجع عدد من المواطنين السبب في ذلك إلى غياب التنظيم المروري في المواقع المزدحمة، إضافة إلى عدم ضبط دخول الشاحنات، إذ تتسلل إلى الكثير من الشوارع، وتتسبب في ارتباك الحركة المرورية، وحصول الحوادث المرورية المميتة. فيما أرجع البعض هذه الكثافة المرورية إلى أن مدينة جدة تعتبر بوابة الحرمين وإقبال الكثيرين على أداء العمرة هو السبب الرئيس، واتجه الرأي الآخر إلى أن هذه الكثافة والزحامات الخانقة على حد وصفه بسبب التنظيم السيئ للمرور، فيما تحدث آخر أن السبب وراء هذا الاختناق المروري هو غياب الوعي لدى قائدي المركبات. وقال المواطن عبدالوهاب الحازم ل «الحياة» إن الزحام المروري هذه الأيام لم أر له مثيلاً وخصوصاً في فترة المساء، فإذا أردت أن تقضي أمراً لا يتطلب منك سوى نصف ساعة من الزمن فاعلم أنك لن تقضيه في هذه الفترة في أقل من ثلاث ساعات. وأضاف: «أتجنب الخروج من منزلي في ساعات الذروة ولكنني اضطررت إلى الخروج عصر أمس لأحضر بعض الحوائج المنزلية ولم أستطع الرجوع إلى المنزل إلا بعد العشاء، ما اضطرني إلى الإفطار داخل سيارتي». فيما أوضح المواطن أبو مشعل أن الزحام الخانق الذي تشهده جدة هذه الأيام يعود إلى سوء التنظيم المروري الذي يلاحظه الجميع في غالب الطرقات، إضافة إلى غياب دوريات المرور في الكثير من الشوارع التي تزدحم بالمركبات، والشاحنات التي بدأت تتسلل في شكل واضح داخل المحافظة خلال أوقات الذروة. وتابع: «كيف يعقل أن يتوقف السير في أحد الطرق الرئيسة لمدة ساعتين ونصف الساعة من دون وجود أي سبب وفي غياب تام لسيارات المرور». وبيّن المواطن عمر العتيبي بقوله إنه لم يعد لديه الاستطاعة في تحمل العيش في جدة، لا سيما خلال فترات الإجازات، مشيراً إلى أن الاختناق المروري القاتل أصبح هو الكابوس الأعظم لسكان جدة هذه الأيام وزاد: «إذا كان لدى أي شخص حالة طارئة من مرض أو نحوه فإنه سيتعطل بسبب هذا الزحام الكثيف». وتحدث محمود أحمد، وقال إن ما تشهده مدينة جدة هذه الأيام هو أمر طبيعي، نظراً إلى أنها بوابة الحرمين، وتوافد أعداد كبيرة من المعتمرين في هذا الشهرالكريم، ولا غرابة في أن تكون الحركة المرورية كثيفة. وأوضح أن غياب الوعي لدى بعض قائدي المركبات له دور كبير في إرباك السير والتسبب في الزحام، فلو كان لدينا الوعي الكافي لكان أمر الزحام عادياً جداً. من جهة أخرى، كشف مدير مرور محافظة جدة اللواء وصل الله بن وصل الحربي، عن تنفيذ إدارته برنامجاً متكاملاً لإجازة عيد الفطر، والذي يبدأ من فجر يوم العيد ويستمر حتى نهاية إجازة عيد الفطر، وأوضح في بيان صحافي، أنه تم تجنيد الإمكانات البشرية والآلية كافة للسيطرة الشاملة على الحركة المرورية في جميع أنحاء المحافظة بهدف ضمان إنسيابية الحركة المرورية. وقال إنه ستتم تغطية جميع المصليات والمساجد التي تقام فيها صلاة العيد بعدد كافٍ من الدوريات لتلافي أي اختناقات مرورية قد تعطل حركة وصول المصلين، مشيراً إلى توحيد الاتجاه في بعض المصليات والمساجد بحسب الحاجة في حال تطلب الأمر ذلك من الدوريات الموجودة في هذه المواقع لضمان سلامة وإنسيابية الحركة المرورية. وطالب جميع المتجهين إلى المصليات والمساجد بعدم الوقوف الخاطئ وقفل المداخل والمخارج المؤدية إليها والتعاون مع رجال المرور، والوقوف في الأماكن المخصصة لتلك المصليات والتي سيقوم رجال المرور بتوجيههم إليها. وأكد أن الخطة تهدف إلى التركيز على المحاور الرئيسة الطولية والعرضية المؤدية إلى منطقة الكورنيش والتي تعتبر من أهم المواقع والتي تعد مقصداً رئيساً يتوجه إليه الزوار لوجود المتنزهات، وأماكن الترفيه وستشهد هذه المنطقة حركة مرورية عالية على مدار الساعة، إذ يتم تكثيف وجود الدوريات، منها المتحركة والثابتة على امتداد الكورنيش ومواقع الاحتفالات والفعاليات الشعبية. وأضاف الحربي: « نظراً إلى عدم وجود مواقف كافية في هذه المنطقة، نأمل من الجميع عدم الوقوف في شكل عشوائي يعيق الحركة المرورية، إلى جانب التركيز على الأسواق والمراكز التجارية وتغطيتها بدوريات المرور». ولفت إلى أنه تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمعرفة المواقع التي ستقام فيها الاحتفالات والفعاليات الشعبية من أول أيام عيد الفطر وحتى اليوم الرابع من العيد في مواقع متفرقة من أنحاء المحافظة. وحول المشاريع الكثيرة التي تشهدها المحافظة لتحسين شبكة الطرق ومشاريع البنية التحتية والتي تؤثر سلباً على الحركة المرورية، أكد الحربي أن هذه المواقع ستسجل حركة سير عالية وحشود من المركبات تفوق مستوى استيعابها، مشدداً على دعم هذه المواقع بعدد كاف من دوريات المرور، تلافياً لأي طارئ قد يتسبب في إعاقة الحركة، داعياً الجميع إلى ضبط النفس والتعامل بسلوك مروري راق عند تعثر حركة السير في هذه المواقع بسبب الأعمال المقام بها. وأوضح أنه سيتم تغيير أزمنة برامج الإشارات الضوئية بما يتوافق مع كثافة الحركة المرورية على مدار اليوم خلال إجازة عيد الفطر المبارك، مطالباً الجميع الالتزام بالأنظمة المرورية والسرعة المحددة على الطرق، لأن جميعها مراقبة بدوريات المرور الرسمية والسرية وكاميرات الرصد الآلي، إلا أننا نؤكد على الرقابة الذاتية من جميع السائقين ولن نتهاون في تطبيق النظام على كل من يتجاوز ذلك.