سلك الشاعر السعودي فالح الدهمان طريقاً مغايراً لزملائه، الذين يتفاخرون بأشعارهم في مواقع التواصل الاجتماعية، إذ يكتب يومياً قصصاً من حياته قبل دخوله برنامج «شاعر المليون»، وأطلق عليها مسلسل «مراكيض». ويبدو أن الدهمان تأثر بالدراما، من خلال اعتماده على عنصر الإثارة في تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي يبث من خلاله قصصاً أشبه بالمسلسلات، إذ اختار لها المساء وقتاً. وعلى رغم أن التغريدة الواحدة لا يتجاوز عدد حروفها 140 حرفاً، إلا أن فالح يكتب لمتابعيه تغريدات بمعدل كل خمس دقائق، وكأنها مسلسل، وعلى رأس كل ساعة يعلن عن فاصل لمدة 10 دقائق، حتى لا يملُّ متابعوه من قصته. ومن ضمن القصص الذي كتبها الدهمان دخوله لبرنامج «شاعر المليون»، بقوله: «كنت جالساً في سوق الغنم في شمال المملكة، وجاءني أحد أصدقائي يحدثني عن «شاعر المليون»، وطريقة الالتحاق به، ملحاً عليّ المشاركة، وبالفعل أخذت بكلامه، واتجهت إلى الدمام في عام 2007 لمقابلة لجنة التحكيم، وعند وصولي إلى الفندق تفاجأت بازدحام الشعراء أمام مقر طاقم البرنامج، لكنني تمكنت من المشاركة»، لافتاً إلى أنه تفاجأ باتصال يعلن دخوله في قائمة ال48 من البرنامج. وأخذ الدهمان يسرد قصته من خلال تغريدة كتبها: «اتجهت إلى مطار أبوظبي، وكنت متفاجئاً بالحفاوة والاستقبال، إلى أن وصلت إلى مقر الفندق المخصص للشعراء المشاركين». وأضاف لمتابعيه: «جلست في غرفة الفندق، وفتحت النافذة، وأناظر الإضاءة والبحر في العاصمة الإماراتية، وأتخيل حياتي في سوق الغنم، وأحلامي بسداد ديوني لا تفارقني»، مشيراً إلى أنه حينما جلس على المسرح وتأهل عن الحلقة الأولى إلى مراحل متقدمة، «كانت الاتصالات تنهال عليّ بالتبريكات والتهاني بالتأهل، وعدد من أصدقائي يشددون على أن معاناتي ستنتهي بعد البرنامج». وعاد قبل يومين فالح الدهمان بقصة أخرى عن بحثه لعمل في الإمارات، ووقوفه إلى جانب شاب سعودي، وإنقاذه من التشرد في أبوظبي، بعدما تعرف عليه في حافلة لنقل المسافرين من السعودية إلى الإمارات، وبعدها اختفى عنه، بقوله: «كنت خارجاً من مطعم وإذ أرى الشاب طلق في حالة يرثى لها، وأخذته وأطعمته، وبعدها سألته عن مشكلته، التي تعود إلى عدم وجود مبالغ مالية معه، وكذلك حجز جوازه في فندق». وكتب تغريدة: «ذهبت أنا وطلق إلى الفندق الذي احتجز جواز طلق، وقابلت المدير الذي رفض تسليمنا الجواز إلا بعد سداد المبلغ، لكنني توعدت برفع قضية عليه إذا لم يسلمنا جواز طلق، لأنه سكّن شاباً صغيراً في السن»، لافتاً إلى أنه أخذ جواز طلق وأركبه في حافلة إلى السعودية. وتوقفت قصص الدهمان عند لحظة معرفة الشاب السعودي طلق، بيد أن عدداً من متابعيه طالبوه بقصص أخرى، بعيداً عن الشعر، والقصائد، التي لا تعتبر جديداً على الساحة.