يرى الشاعر فالح الدهمان أن شعراء النخبة انتهى عمرهم الافتراضي، وليس لديهم مايواكبون به متطلبات الساحة الشعبية بكل تناقضاتها.وقال في حوار مع «الحياة»: «الأمسيات الشعرية تطارد شعراء الإعلام أياًّ كانوا والمسابقات الشعرية ذات وهج إعلامي يمنح الشهرة المطلوبة لصغار الشعراء الذين ليس لديهم ما يخسرونه فتراهم يتواجدون في كل أمسية سواء كانت لمهرجان أو لحفلة زواج»، مشيراً إلى أن الديوان المقروء لم يفقد قوته، وإقبال المتلقي عليه ...فإلى تفاصيل الحوار هل صحيح أن لكل شاعر قرينه من الجن؟ - لكل إنسان قرين والشعراء بشر، وأعتقد أن قلة منهم له قرين من الجن وأنا مؤمن بهذا الشيء، فالجن شعوب وقبائل لهم حياتهم وطبائعهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويوجد بينهم شعراء أسوة بالأنس. هل فقد الديوان المطبوع «قوته»؟ - من خلال تجربة ديواني المقروء الذى أصدرته هيئة أبوظبى للثقافة والتراث بعنوان (خارج السرب) وجدت أن الديوان المقروء لم يفقد قوته، وإقبال المتلقى عليه. أسمع أن عدداً كبيراً من الشعراء أصدروا دواوين مقروءة، وفشل تسويقها، ومن وجهة نظري أن السبب يعود إلى أصحاب الدواوين أنفسهم، الذين زجوا بدواوين لا تحمل قيمه أدبيه، أو تجربه ناضجة أو أسماء معروفه لها جماهيرية، عموماً الديوان المقروء كأي كتاب يعتمد نجاحه على محتواه واسم مؤلفه. الأمسيات الشعرية أصبحت تستضيف شعراء المسابقات. أين ذهب شعراء النخبة؟ - الأمسيات الشعرية تطارد شعراء الإعلام أياًّ كانوا، والمسابقات الشعرية ذات وهج إعلامي يمنح الشهرة المطلوبة لصغار الشعراء الذين ليس لديهم ما يخسرونه فتراهم يتواجدون في كل أمسية سواء كانت لمهرجان أو لحفلة زواج، أما شعراء النخبة أعتقد أن عمرهم الافتراضي انتهى، وليس لديهم مايواكبون به متطلبات الساحة الشعبية بكل تناقضاتها. يقولون إن العرب «ظاهرة صوتية» هل الشعراء لسان هذه الظاهرة؟ - الشعراء جزء من هذه الأمة وإذا آمنا بتلك المقولة فإننا نلغى هويتنا المتمثلة بثقافتنا العربية، وأنا ضدها بشكل عام، إلا أنني أرى أن الشعراء الحاليين أغلبهم ظاهرة صوتية سرعان ما تتلاشى وتنتهي، وهناك آخرون حقيقيون وجدوا لهم حيزاً فى ضمائر أبناء مجتمعاتهم ورسخوا فى صميم ذاكرتهم، لأنهم تفاعلوا مع قضاياهم بصدق وإخلاص. سمعة الشعراء الشعبيين ليست جيدة في أوساط النخبة... لماذا يظنون بكم ظن السوء؟ - أرى تعميم هذا السؤال مرفوض، الشعراء الشعبيون تجدهم مختلفى المستويات والمذاهب والقناعات، وأرجو أن تفرق بسؤالك بين نخبة الشعراء الشعبيين وغوغائهم، وإذا كان هناك سمعة سيئة فأعتقد أنها تخص الغوغاء الذين هم صنيعة الإعلام الذى أصبح بوابة من دون بواب. هل تكسبت من شعرك يوماً؟ - تكسبت حلالاً من خلال تعاقدي مع شركة روتانا ومشاركتي في مسابقة شاعر المليون، أما إذا كنت تقصد أن أكون كتبت قصائد تشبه «المعاريض» فلا. لو وجدت على رف المكتبة في السوق ديوان شعر شعبي... وآخر فصيح، وكلاهما لشاعر «فذ» أيهما ستشترى؟ - أتصفحهما ولا أشتريهما لأنني أعلم يقيناً لو اشتريت أحد الكتابين لن أقرأه، ليس لدى هاجس القراءة، إذ يوجد كتب اشتريتها منذ أعوام عدة لكنني لم أقرأها حتى الآن، وأعتقد أن القراءة موهبة لا أملكها، ولا أخفيك أني من عشاق جهاز المذياع، وقد استفتدت من خلاله ثقافة متنوعة لا بأس بها. الشعراء الشعبيون كتبوا عن كل شيء إلا السياسة على عكس شعراء الفصحى الذين كتبوا عن كل شيء إلا المديح... فهل تخافون من السجن، وهل أنتم متسولون كما يشاع؟ - من قال إن الشعراء الشعبيين لم يكتبوا عن القضايا السياسية، هناك شعراء شعبيين لديهم نصوص تحمل طرحاً سياسياًّ، إلا أن الإعلام لا يتقبلهم، وأنا كشاعر شعبي لدى نصوص تصنف بأنها سياسية صدحت بها على أهم المنابر المتاحة، ولا أخشى سجناً أو مسائلة، لأنني كمبدع سعودي أتمتع بكامل حريتي فى بلدي المملكة، ومن خلال تجربة عشتها خارج وداخل السعودية وجدت حقيقة يجهلها الكثير، وهى أن السعودية أكثر بلد يعطى مساحه لحرية التعبير والفكر والكلمة. نحن كمبدعين سعوديين فى شتى الفنون نتمتع بكامل حريتنا من دون قيود. لو طلب منك أن تهجو أحداً... من سيكون؟ وهل ستذكر اسمه في قصيدتك؟ - طبعاً لن أهجو أحد لأنني ضد هذا اللون من الشعر، وعلى الشاعر أن يترفع عن الهجاء كما يترفع الإنسان الوقور عن الألفاظ البذيئة.