يشكّل الزبيب عنصراً أساسياً في طبق العيد في اليمن الذي يطلق عليه في صنعاء «الجعالة». بيد أن الزبيب اليمني بدأ ينحسر مع غزو الزبيب الصيني الرخيص السوق اليمنية. ويتكوّن طبق العيد من الزبيب واللّوز والفستق والكعك والشوكولاته وحبوب فول الصويا المقلية، ويقدّم للضيوف والأطفال الذين يطرقون أبواب المنازل بدءاً من صباح العيد طلباً لما يسمى «العُيادة»، وهي مبلغ مالي إضافة إلى «الجعالة». وتأسف أم لؤي (44 عاماً) لانحسار المنتج اليمني في طبق العيد. وتقول إن الزبيب اليمني خصوصاً الرازقي، النوع الأشهر، كان يشكل إلى جانب «اللوز الخولاني» قوام طبق العيد لسنوات. موضحة أن غزو المنتجات الأجنبية السوق المحلية جعل من طبق العيد «كله صينياً». ويحضر الزبيب في التراث الحكائي والغنائي اليمني، وتقول أغنية شعبية شهيرة: «يا زبيب الجبل يا رازقي يا مكحل». وجاء في الأمثال: «إن فاتك العنب لا يفوتك الزبيب»، و «الشمس زبيب الفقراء» في إشارة إلى الذين لا يستطيعون شراء الزبيب خلال فصل الشتاء. وتقول السلطات المختصة إن الزبيب الأجنبي يدخل البلاد تهريباً، بيد أن منتجي الزبيب المحلي يشكّكون في صحة الرواية الرسمية، مستغربين أن يكون التهريب مصدراً للكميات الكبيرة من الزبيب الصيني منتشراً في الأسواق. ويتراوح سعر كيلو الزبيب الصيني بين 1000 و1300 ريال (حوالى 7 دولارات أميركية) ما أدى إلى انخفاض أسعار الزبيب اليمني إلى 2000 و 3000 ريال يمني. ويصف المختصون الزبيب اليمني بأنه الأجود عالمياً، وأشهر أنواعه الرازقي والبياض والأسود. ويحصل عليه من خلال تجفيف العنب لمدة تتراوح بين 30 و60 يوماً. ويختلف الزبيب اليمني عن المستورد من حيث الشكل والمذاق.