«حبة الهال» مع قطع من الجوز واللوز والزبيب والفستق واللبان، ليس طريقة عمل نوع من الحلوى، بل مع قليل من الريالات تكون محتوى عيدية الخالة أم هلال لأحفادها وأطفال حارتها، كما يطلق على هذا النوع من الهدايا جعالة العيد اليمنية والخرجية الشامية والقرقيعان الخليجية. وقالت أم هلال (75 عاماً): «يفرح أحفادي وأبناء حارتي بالعيدية الرمزية التي أقدمها لهم كجدة وكبيرة الحارة مقارنة بهدايا الآخرين، وتشمل عيديتي عمال البقالات ومخابز الحارة». وأضافت: «أول هدية عيد تسلمتها من زوجي أبو هلال كانت فستاناً ومقرصة مراصيع، بل إني كنت أتعمد أن أكرر لبس الفستان لعشرات المرات أمام زواري ومعارفي حتى أردد عليهم كلما سألوني عن روعته هذي مجايب الغالي أبو هلال». وذكرت أم روان أنها اعتادت وبناتها بعد انتهائهم من إعداد آخر كيس من الهدايا فجراً الذهاب إلى مصلى العيد وتوزيع العيدية على الأطفال في المسجد. وقالت ابنتها روان (10 أعوام): «أعمد مع إخوتي في كل عيد مشاركة والدتي في تعبئة أكياس الهدايا بلعب صغيرة وقطع من الحلوى والشوكولاتة والبالونات التي يفرح بها الأطفال»، في حين لم تتجاهل ابنتها الصغرى رهف (5 أعوام) في وضع بضع ريالات من عيديتها في صندوق خصصته والدتها لمن يريد أن يتبرع بقيمة شراء عيدية للأيتام والفقراء من الأطفال. وقالت: «ماما تقول اللي يحط ريال من عيديته في الصندوق ربي يدخله الجنة». وتبادل أطفال جيران الشقق السكنية الذين ينتمون إلى جنسيات متباينة عيدية العيد، وقال الطفل فاروق: «جعالة العيد التي أهداها لي عبدالله صيعري من الجنسية اليمنية عبارة عن رزمة قماشية تحوي مجموعة من المكسرات»، في حين أضافت هبة الشامية لخرجيتها بعضاً من الكعك والبسكويت، أما أم محمد البحرينية فقد عمدت إلى صنع الحلوى البحرينية «نجد القدوع» بجانب القرقيعان وتقديمه لضيوفها مساء أول أيام العيد. وذكرت منى خريجة إحدى الكليات أن الهدايا المميزة والعيديات الغريبة أصبحت مهنة تكسب من ورائها الآلاف في مواسم ومناسبات مختلفة بعد أن كانت لا تعدو عن كونها هواية. وقالت: «أسلوب تغليفي للهدايا التي أقدمها لأقاربي بورق الصحف والحبال القديمة والخرائط مع بعض الإكسسوارات وعلب هدايا الأطفال المطبوعة بصور كرتونية وأخرى تحمل وجه الطفل صاحب العيدية، وغرابة بعضها ومراعاتي عمر وحالة المهدى إليه الاجتماعية، دفع الكثير من معارفي إلى إسناد صنع هدايا دويهم واختيارها على عاتقي».