اعتبر المجلس المركزي لحزب «القوات اللبنانية» الذي اجتمع برئاسة سمير جعجع ان لبنان «دخل منعطفاً خطيراً جداً ومن فشل في المحاولة الآثمة والشديدة الاحتراف لاغتيال جعجع لن يتوانى عن القيام بمحاولات أخرى وبأساليب أكثر علانية»، مؤكداً ان السلطة اللبنانية امام «محك وامتحان دقيق في كيفية التعاطي مع ما حصل وفي حماية النظام الديموقراطي الحرّ وحرية العمل السياسي». وأطلع جعجع المجلس الذي اجتمع استثنائياً مساء اول من امس في معراب على «آخر التطورات والظروف المرتبطة بمحاولة اغتياله الأربعاء الماضي وعلى أجواء التحقيقات القضائية والامنية، والاتصالات اللبنانية والعربية والدولية التي أُجريت معه في الساعات ال 48 الأخيرة». وجاء في بيان صدر عن المجتمعين انهم استوضحوا «الموقف من كل جوانبه، واعتبروا ان هذه المحاولة الارهابية لم تكن مجرد محاولة اغتيال شخص او ضرب حزب، إنما كانت موجّهة ضد نهج ممانع ومقاوم للاستبداد وموجّهة بالتالي الى الحريات في لبنان والى نظامه الديموقراطي، وكانت تستهدف تغيير المعادلة الداخلية والتخلّص من القوى السيادية والاستقلالية التي باستطاعتها إنقاذ لبنان وإعادة الاعتبار الى مشروع الدولة فيه». وتوقف المجتمعون عند «العلاقة بين محاولة الاغتيال وحجب «داتا» الاتصالات عن الأجهزة الأمنية كافة من جيش وقوى أمن منذ 15/1/2012 وحتى اللحظة»، وسأل بعضهم: «ألا يُساعد حجب الداتا عن قصد أو غير قصد على تسهيل مهمة الفاعلين؟». وأشار البيان الى ان المجتمعين «اثاروا ما يتعرضون له من ضغوط شعبية للتحرّك، وأن جعجع تمنّى نقل شكره الى كلّ الاصدقاء والمناصرين والمحازبين، وتمنياته لهم في هذا الاسبوع المقدس بالتهيؤ لاستقبال القيامة المجيدة، على ان نلتقي بعد العيد وكما جرت العادة لتبادل المعايدة بالقيامة على أمل قيامة لبنان». وكانت توالت الاتصالات بمعراب للتهنئة بسلامة جعجع وأبرزها من: رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، النائب السابق ميشال المر، الوزير السابق جان عبيد والسيدة نازك رفيق الحريري. وفجر امس، دانت الولاياتالمتحدة بأشد العبارة «ما يبدو أنه محاولة اغتيال للسياسي اللبناني سمير جعجع». وجاء في بيان صادر عن نائب الناطق في وزارة الخارجية مارك تونر أنه «فيما لا نعرف من وراء الاعتداء في هذا الوقت، نحن قلقون من أن استهداف جعجع قد يكون بسبب انتقاده الصريح للقمع الإجرامي لنظام الأسد وأفعال «حزب الله» المزعزعة لاستقرار لبنان»، ودعا الحكومة اللبنانية الى «إجراء تحقيق شامل بهذه الحادثة». وذكرت واشنطن بأن «لبنان والمجتمع الدولي حاولا انهاء عهد الافلات من العقاب للاغتيالات السياسية مع تأسيس المحكمة الخاصة بلبنان في 2009 للتحقيق باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وآخرين من 2004 الى 2007»، وأعادت التأكيد في البيان «التزام واشنطن دعمها القوي لعمل المحكمة الخاصة»، وحضت الحكومة اللبنانية على التعاون «بالكامل مع المحكمة بما في ذلك القبض على هؤلاء المذكورين في القرار الظني، وأيضاً المساهمة بتمويل عملها في 2012».