الشيخ عائض القرني صرّح لصحيفة «سبق» الإلكترونية بأنه لبس العقال ليبيّن للناس أن كثيراً من عاداتنا أخذناها بالعرف لا بالشرع، مشيراً إلى أنه ينبغي أن نتجاوز المسائل الهامشية والثانوية، وننشغل بما ينفعنا، ولا نحرّم أو نحلّ إلا ما حرمه أو أحلّه الشرع. وأضاف القرني: «لبستُ العقال لأنه ليس حراماً، ولم يرد نصٌّ شرعي بمنعه، وأمر اللباس يخضع للعرف ما لم يرد نصٌّ بتحريمه». وأوضح الشيخ القرني أنه «في لبس العقال رسالة، هي أن توحيد الزي واللباس في بلد واحد هو أجمل وأحسن، فإما أن نلبس كلنا عُقلاً أو نتركها، والأمر واسع، وأنا أميل إلى لبس العقال؛ لأن فيه فوائد، منها: إمساك الغترة عن الطيران، وتسوية الهندام، والمساعدة على النظام، والمدافعة عن النفس في الزحام»، وهذه الأخيرة يقولها مازحاً مثل من يعتبر العقال بديلاً لسير محرك السيارة عند الانقطاع في الطرق الطويلة وتعطل السيارة. أجمل ما قاله الشيخ: «علينا أن ننشغل بالمضمون أكثر من القوالب، والمعاني أكثر من القشور، والمقاصد أكثر من الألفاظ»، فشكراً له على هذه الجملة الثقافية الاجتماعية المعبّرة. في المسجد ألحظ تطوراً اجتماعياً نسبياً يصب في ما ذهب إليه القرني، وما أقصده هو تخلي البعض عن الحكم بالمظاهر والقشور، خصوصاً على فئة الشباب والمراهقين، ففي الماضي القريب كان هناك شكل محدد يفرضه العرف الاجتماعي للخروج خارج المنزل، غالباً هو محصور في الزي إجمالاً، والرأس تحديداً، هل هو بغطاء أم من دون، ثم تطور الأمر إلى شكل الشعر وكيف هو طوله أو طريقة قصه. اليوم وبتمازج بين ثقة الشباب في أنفسهم ولين اجتماعي، بات الكثيرون يخرجون إلى الشارع، وإلى المسجد بالشكل الذي يرتضونه لأنفسهم، طالما هو في الحدود الشرعية، التي أحسبها ستر العورة والنظافة أو تحقيق قوله تعالي «خذوا زينتكم عند كل مسجد»، وهذه الزينة تختلف من شخص إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، فبعض الألوان كان مجرد رؤية الناس لها على رجل تعرضه للانتقاد على رغم أنها ألوان عادية من ضمن الألوان. أتعرفون إلى ماذا يؤدي ذلك؟ إنه على بساطته وكونه من التفاصيل الصغيرة يؤدي إلى إقبال المراهقين على المسجد، نشأتهم على عدم الازدواجية وهي أي الازدواجية مشكلة اجتماعية عميقة في العالم العربي ولدينا بشكل خاص، وأيضاً هو أن كل جيل بات قريباً من قراءة الجيل الذي يلي، من دون محاولة قولبته، وكل ذلك تحقيقاً لقول منسوب إلى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه «لا تربّوا أبناءكم ليكونوا مثلكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم». وعوداً على الشيخ الودود صاحب الابتسامة والقدرة الاتصالية الجماهيرية، فإن العقال عومل كأنه رمز، وهو ليس كذلك، ولبس الغترة أو الشماغ من دونه عومل ليرمز إلى مكانة والتزام ليسا بالضرورة صحيحين، فكثيرون لا يلبسونه تبسطاً، أو لأنه يؤذي رؤوسهم، فقط لا غير. [email protected] @mohamdalyami