أكد مسؤول سوري أن دمشق بدأت سحب بعض الآليات الثقيلة والوحدات وسيجري سحب بعضها الآخر في العاشر من الشهر الجاري، على أن يقوم مبعوث الأممالمتحدة كوفي أنان ب»الحصول على ضمانات بوقف تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية ذلك لاستكمال تنفيذ خطته»، مؤكداً «ضرورة الحفاظ على امن وأمان المواطنين السوريين». وكان المسؤول السوري يتحدث في لقاء مع عدد من الصحافيين في دمشق، بينهم مراسل «الحياة»، تناول مهمة أنان، بدءاً من زيارته العاصمة السورية في الشهر الماضي ولقائه الرئيس بشار الأسد مرتين. إذ أكدت دمشق وقتذاك أن مهمة كل دولة هي حماية امن المواطنين وضرورة أن تمكن أي خطة، الدولة من توفير الأمن لمواطنيها لا أن تأتي بمزيد من العنف. ووافق أنان على ذلك، لافتاً إلى أن الحكومة السورية هي طرف واضح، فيما الطرف الآخر غير واضح. وجرى التأكيد وقتذاك على «ضرورة عمل أنان على نزع أسلحة الإرهابيين ووقف تمويلهم وتسليحهم». وقال المسؤول انه «لا يمكن أن تأتي دول في المنطقة تصرح جهاراً بتمويل الإرهابيين وتسليحهم، ثم تطلب في الوقت نفسه من سورية وقف العف»، لافتاً إلى أن دعوات «تسليح الإرهابيين هي عدوان على سورية». وفي ما يتعلق بخطة أنان، قال المسؤول إنها تضمنت «الشروع» بسحب الآليات الثقيلة، لذلك فإن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بعث رسالة إلى أنأن في بداية الشهر الجاري يبلغه أن الدولة بدأت بالفعل سحب الآليات الثقيلة من المدن مع ذكر تفاصيل للواقع على الأرض على أن يستكمل سحب بعض الآليات في العاشر من الشهر الجاري. وبعدما أشار إلى المسؤول إلى عدم صحة ما ذكر في وسائل إعلام من أن سورية قررت سحب كامل الوحدات في العاشر من الشهر الجاري، قال إن مراسلات جرت بين المعلم وأنان بينها واحدة يوم أول امس، اكد فيها الجانب السوري انه على عكس ما قيل في وسائل الإعلام، فإن سورية بدأت سحب بعض الوحدات والمعدات الثقيلة من مناطق معينة وأن سورية تتعامل بروح طيبة وصادقة لإنجاح مهمة أنان، لكن لابد أن يقوم مبعوث الأممالمتحدة ب»العمل على وقف تمويل وتسليح المسلحين وأن يعمل على نزع سلاحهم، بحيث يقدم ضمانات وآلية لعدم إطلاق النار من قبل المسلحين على المواطنين». وأشار المسؤول إلى حصول اتصال آخر بين المعلم وأنان، اكد فيه الجانب السوري أن استكمال خطة أنان يتوقف على قيامهم بالطلب من الدول أن توقف تمويل وتسليح الإرهابيين وأن «يضمن» أنان ذلك. وقال رداً على سؤال ل»الحياة» انه مثلما ارسل المعلم رسالة إلى أنان ببدء تنفيذ الخطة، يحصل (أنان) على رسائل بوقف التمويل والتسليح، مشيراً إلى أن خطة أنان لا تتحدث عن الحكومة السورية وحسب، بل عن كل الأطراف، وإلى أن خطة أنان تتضمن حصول خطوات من كل الأطراف وعلى كل طرف أن يقوم بما يترتب عليه فيها. ولاحظ المسؤول أن جهود الحكومة السورية الإيجابية في التعاطي مع خطة أنان قوبلت بتصعيد لا سابق له، تضمن الحديث عن تمويل وتسليح، اضافة إلى تجييش إعلامي ضد سورية. وقال المسؤول إن سورية تريد إنجاح مهمة أنان وهو يريد ذلك، وإذا كانت هناك إمكانية لوقف العنف ووقف التمويل والتسليح وعودة الأمن والأمان إلى سورية، فدمشق ترحب بذلك. وسألت «الحياة» المسؤول عن البيان المقرر إصداره في مجلس الأمن في شأن مهمة أنان، فقال إن «الذي يساعد مهمته على النجاح هو نزع سلاح الإرهابيين ووقف التمويل والتسليح، وليس إصدار بيانات». إلى ذلك، اكد المسؤول أن المعلم سيقوم بزيارة إلى موسكو في العاشر من الشهر الجاري، يرافقه وفد يضم نائبه فيصل المقداد وآخرين.