تعمد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التوجه إلى الصحافة والشعب الفرنسي في آن معاً، بعقده أول مؤتمر صحافي في إطار حملته الانتخابية واستغله لتوجيه رسالة مكتوبة إلى الشعب الفرنسي تناول فيها نظرته لمستقبل البلاد. وأوضح ساركوزي أن الاقتراحات التي ضمنها رسالته إلى الفرنسيين تتمحور حول هدف أساسي هو استعادة فرنسا لتوازنها المالي بحلول عام 2016 وذلك عبر مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تقليص تدريجي للعجز والمديونية. وأشار إلى أنه أراد التوجه إلى الفرنسيين في شكل مباشر وبواسطة رسالة مكتوبة تقع في 34 صفحة لأنه يعتبر أنه ما هو مكتوب ملزم، مما يعبر عن رغبته بإبراز جدية ومتانة برنامجه الذي أكد أنه ينبغي أن يلغي الانقسام ويغلب التجانس بين الفرنسيين. وسعى ساركوزي من خلال هذا الشكل المبتكر في مخاطبة الإعلام والمواطنين في وقت واحد إلى إضفاء نوع من الحيوية على الحملة الانتخابية التي اتسمت إلى الآن بقدر من الرتابة. واقترن عرض ساركوزي لاقتراحاته وللخطوات التي يعتزم تطبيقها في حال فوزه بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي تجرى على دورتين في 22 الشهر الجاري و6 أيار (مايو) المقبل بتفنيد لاقتراحات منافسه الرئيسي فرانسوا هولاند الذي امتنع عن تسميته واكتفى بالإشارة إليه بعبارة المرشح الاشتراكي. وعلى مدى أكثر من ساعة عرض ساركوزي النقاط الأساسية لبرنامجه الانتخابي بدءاً بخفض العجز بمعدل 3 في المئة سنوياً وضرورة السيطرة على العولمة والحفاظ على القدرة التنافسية الاقتصادية. وتوقف عند موضوع الضرائب وقال إنه «ينبغي أن تكون في صميم الحملة الانتخابية»، خصوصاً في ظل «ما يهدد الأسر والطبقات الوسطى من خلال اقتراحات المرشح الاشتراكي» من أعباء ضريبية إضافية. وتناول ساركوزي في رسالته وفي مؤتمره الصحافي أحداث تولوز ومونتوبان التي أدت إلى سقوط 7 ضحايا من بينهم ثلاثة أطفال وانتهت بمقتل منفذها، معبراً عن عدم استعداده للتساهل مع أي تمييز، مشيراً إلى أن السؤال الآن هو: «في أي حضارة نريد أن نعيش وما هي القيم التي نريد أن نرفعها في وجه البربرية والتعصب». وتعهد بالعمل على خفض الهجرة السنوية إلى فرنسا بمعدل النصف وإصلاح الأطر القضائية المعنية بالتعامل مع الهجرة غير الشرعية. وأعلن عن أجراء جديد يقضي بتسديد أجور المتقاعدين في اليوم الأول من الشهر بدلاً من اليوم الثامن كما هو متبع الآن وهو إجراء يطاول حوالى 15 مليون شخص، وجدد تمسكه بتعديل الدستور لتضمينه ما يسمى ب «القاعدة الذهبية» لمكافحة العجز في الموازنة. ووصف اقتراحات المرشح الاشتراكي هولاند الذي يعارض القاعدة الذهبية بأنها «مهرجان من النفقات الجديدة» التي من غير المعروف كيف تمول «كما لو أن لا وجود للأزمة ولا لأوروبا». ورفض التكهن باسم رئيس وزرائه المقبل في حال فوزه مجدداً وقال إن «أكره شيء علي هو أن أوزع المناصب قبل أن أفوز» في حين أن الاشتراكيين سموا منذ الآن وزير الخارجية المقبل ورئيس الجمعية المقبل في إشارة لما يتردد من تكهنات في هذا الشأن في الوسطين الإعلامي والسياسي. ويأتي هذا المؤتمر الصحافي في ظل استطلاع جديد للرأي يظهر حصول ساركوزي على نسبة 30 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 29 في المئة لهولاند و15 في المئة لمرشح اليسار المتطرف جان لوي ميلانشون و13 في المئة لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن. لكن الاستطلاع يشير إلى أن الفوز في الدورة الثانية سيكون لمصلحة هولاند مع نسبة 59 في المئة من الأصوات.