«سورية ... عام من الشعر، عام من الثورة»، عنوان لقاء نظمته حركة «شعراء قصيدة النثر... غضب» المصرية في القاهرة. وشارك في اللقاء، الذي استمر يومين في مقر نقابة الصحافيين المصريين، شعراء سوريون ومصريون هم: رشا عمران، خلف علي خلف، مروان علي، سمر علوش، أسامة الحداد، أحمد المريخي، غادة نبيل، محمد السيد إسماعيل، شريف رزق، عاطف عبد العزيز، فارس خضر، ومحمود قرني، وشهد قراءة ممسرحة لنصوص عدد من شعراء الحساسية الجديدة في سورية، منهم حازم العظمة، خولة دنيا، علي جازو، أميرة أبو الحسن، جولان حاجي، وعلي سفر. وقال الشاعر المصري محمود قرني، إن اللقاء هو تعبير عن معنيين جوهريين، أولهما «الموقف الفكري والعقائدي الذي تضطرنا الظروف العربية الراهنة إلى تقديمه على ما عداه من خيارات، وهو موقف يؤازر أحلام الأحرار، ليس على امتداد العالم العربي فحسب، بل يمتد ليشمل دعم طلاب الحرية على امتداد العالم بأسره. وثانيهما يتمثل في معتقدنا الجمالي الذي يرى أن قصيدة النثر تمثل التعبير الأدق عن الثورات العربية، فهي ثورات صنعتها الشعوب بعد أن سقط خطاب الأيديولوجيا بحمولته الشوفينية الكاذبة التي تمسحت بأذيال الدولة الوطنية». وقال الناقد السوري صبحي حديدي: «لعلّ في طليعة الآثار الكبرى لعام الثورات والانتفاضات الخيّر هذا، هو عودة شعوبنا إلى امتلاك الحقّ في القول، واسترداد مَلَكة التعبير، وإيقاظ حسّ الاحتجاج من سبات طويل ساقتنا إليه أنظمة الاستبداد والفساد، التي اشتعلت بدورها على مسخ الوعي الشعبي أو تخديره أو الحجر عليه أو أسره». وأشار حديدي إلى أن إحدى أبرز إشكاليات قصيدة النثر العربية المعاصرة تتمثل في أنها «ديموقراطية» بطبيعة موضوعاتها وشكلها، وحليفة التبدّل والتحوّل أكثر من السكون والجمود، في حين أنّ الثقافة العربية المعاصرة كانت تعيش في كنف الاستبداد والقمع والشمولية، بل إن الحياة العربية المعاصرة لم تكن تعيش إلا في سياق الصراع ضد المَوَات المنظّم الذي ظلّت تديره أنظمة الاستبداد، وتقتات عليه». واستطرد :»كنت أخشى أن يكون قدر شاعر قصيدة النثر العربية المعاصر أن ينتج أنساق الاختلاف مع الأشكال الشعرية القائمة المجاورة والناجزة بهذا القدر أو ذاك، وأن يقارع ذائقة متجبّرة ما تزال تتشبث بجماليات فائتة أو مستنفَدة، وأن ينتمي في الآن ذاته إلى خضمّ الوعي الجديد الذي يُصنع، وأغلب الظنّ أنّ المطلوب أكثر، من أجل خدمة متغيرات الوعي العربي، ليس كتابة قصيدة ثورية وسياسية وحماسية، بل المضيّ أبعد في تثوير القصيدة من داخلها.