هاجم رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس» إسماعيل هنية امس ما وصفه ب»تواطؤ» الدول العربية في «مؤامرة» تشديد الحصار على قطاع غزة وما يخلفه ذلك من كوارث إنسانية. وقال هنية، خلال جنازة تشييع جثامين ثلاثة أطفال أشقاء قضوا جراء حريق في منزلهم وسط قطاع غزة الليلة الماضية بسبب شمعة كانت مضاءة داخله عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي، إن الدول العربية غير معفية من جريمة «الموت البطيء» التي يتعرض لها سكان القطاع. وحمل هنية إسرائيل المسئولية الكاملة عن «الفاجعة الإنسانية» في غزة جراء حصارها للقطاع برا وبحرا وجوا ومنعها بدعم أمريكي كل من يريد أن يفك الحصار عن غزة أو أن يقدم لها ماء الحياة. وتابع: «كذلك لا نعفي الدول العربية التي تصمت وصمتت طويلا على هذه الجريمة والحصار والموت البطيء». ووصف هنية قطاع غزة بالسجن الكبير، مشيرا إلى وفاة أكثر من 360 شخصا «جراء الحصار وبسبب الصمت العربي والتواطؤ الدولي والمواقف المخزية». وتابع قائلا: «حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يقبل أن تحدث الكوارث في بيوتنا وأطفالنا ونسائنا ويبقي صامتا». وكان الأطفال الثلاثة لقوا حتفهم الليلة قبل الماضية جراء حريق اندلع في منزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بسبب شمعة كانت مضاءة بداخله عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي. من جهتها حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حكومتي غزة ورام الله المسئولية تجاه استمرار أزمة القطاع «التي تحصد أرواحا وتحرق أجسادا يدفعون ثمناً للتجاذبات السياسية وتبادل الاتهامات وإلقاء كل منهما المسئولية على الآخر بدلا من إيجاد حلول تعالج الأزمة وتعزز مقومات صمود شعبنا». وطالبت الجبهة، في بيان لها، كل الأطراف المعنية فلسطينيا وعربيا ودوليا لتحمل مسئولياتهم الأخلاقية والقانونية جراء النتائج الكارثية التي يترتب عليها استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ونقص المحروقات، والضغط لإيجاد حل عاجل ودائم لهذه الأوضاع التي تلقي بظلالها على مجمل أوجه الحياة.