ارتفعت قيمة حقوق النقل التلفزيوني للدوري السعودي نحو 33 ضعفاً خلال العقد الماضي. وباتت المنافسة لكسب «النقل» قضية رأي عام يتداخل فيها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والرياضي، وسط ترقب لما سترسو عليه مراكب «المزايدة»، والتي تم تداول أنباء عن صراع بين القناة «الرياضية السعودية» (الحكومية) وقناة «إم بي سي» (الخاصة) لكسبها، في ظل ترجيح الكفة لمصلحة الأخيرة بعرضها البالغ 300 مليون ريال. قصة دخول القنوات الخاصة في نقل منافسات الدوري السعودي بدأت مع شبكة قنوات «أوربت» التي نجحت في تسجيل حضور لافت مع نهاية الألفية الماضية ومطلع الألفية الجديدة، إذ كانت تنقل بعض المباريات التي لا ينقلها التلفزيون السعودي، إضافة إلى النقل المشترك لمباريات أخرى. غير أن «أوربت» تميزت بمراسيليها الميدانيين، وفي مقدمهم محمد السقا وحسين الشمري، وفي الأستوديو التحليلي الذي كان عبدالمجيد الشتالي أحد أبرز نجومه. وكانت قناة «أوربت» تحظى بحضور رياضي، إذ كانت تنقل الدوري الإنكليزي والإيطالي والإسباني قبل أن تدخل على خط الدوري السعودي، واشتعلت حمى المنافسة بعد أن لحقت بها شبكة راديو وتلفزيون العرب «آي آر تي» وبدأت منافستها على الصعيدين الدولي والمحلي. وفي عام 2006، نجحت الأخيرة في الحصول على الحقوق الحصرية لتحتكر نقل الدوري السعودي في مقابل 100 مليون ريال للموسم الواحد، مدة 3 أعوام. وبعد نهاية العقد تم تمديده عامين في مقابل 150 مليون ريال سعودي للموسم الواحد، بقيمة إجمالية تبلغ 300 مليون ريال، وبذلك يصبح مجمل ما دفعته القناة المملوكة لرجل الأعمال صالح كامل 600 مليون ريال لخمسة مواسم بمعدل 120 مليون ريال للموسم الواحد. خرج الدوري السعودي من عباءة الحصرية والاحتكار بشكل «جزئي»، بعد أن قررت شبكة راديو وتلفزيون العرب منح بعض الحقوق لقناتي الجزيرة وأبوظبي الفضائيتين، لكن هذه التجربة لم تمر بهدوء، إذ شهدت تجاذباً بين أطراف عدة، بسبب بث قناة أبوظبي لبرنامج «خط الستة» الذي أثار الكثير من التحفظ لدي المؤسسة الرياضية السعودية، خصوصاً إثر مطالبة أحد ضيوفه باستقالة الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير سلطان بن فهد، ما أدى لاحقاً إلى إلغاء حقوق نقل المباريات السعودية الممنوحة لقناة أبوظبي الفضائية. وبدت الصورة أكثر غموضاً في عام 2011 بعد أن ابتلع غول شبكة قنوات «الجزيرة الرياضية» نظيرتها السعودية «راديو وتلفزيون العرب» في عقد بيع وشراء كان حديث الساحة التلفزيونية العالمية، ما أثار الكثير من الجدل على الساحة المحلية حول الناقل المستقبلي للدوري السعودي، في ظل خلو الساحة من منافسين للجزيرة وعدم اقتناع الشارع الرياضي بقدرة القناة الرياضية السعودية على نقل الدوري السعودي بالقناة الوحيدة التي كانت تبثها في ذلك الوقت. وأسدل الستار على هوية ناقل الدوري السعودي بعد أن تم منح حقوق بثه بقرار «سيادي» لمصلحة القناة الرياضية السعودي مدة 3 أعوام في مقابل 150 مليون ريال للموسم الواحد. اليوم بات الأمر أشد سخونة، خصوصاً في ظل ضيق الوقت، إذ ينطلق الدوري السعودي بعد عيد الفطر مباشرة، فيما ترددت أنباء أن الإعلان عن قنوات «إم بي سي» على حقوق النقل الحصري للدوري السعودي سيتم في وقت باكر صباح اليوم. وشهدت الأيام الماضية جدلاً واسعاً حول قيمة العقد والمنافسة القائمة على كسبه بين قنوات «الرياضية السعودية» و«إم بي سي» و«أوربت» و«روتانا».