تحت شعار «التضامن من أجل السلام والتنمية»، تنطلق اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري أعمال القمة الخامسة عشرة لدول عدم الانحياز بمشاركة قادة وممثلي 118 دولة عضواً في الحركة بينهم نحو 55 رئيساً. ويتسلم الرئيس حسني مبارك اليوم رئاسة القمة من الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، على أن تستمر رئاسة مصر للحركة ثلاث سنوات وتعقبها إيران في رئاسة الدورة المقبلة. وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في ختام اجتماعات وزراء خارجية دول الحركة، أمس، بأن «ترويكا عدم الانحياز» التي تضم الرئاسة السابقة والحالية والقادمة وتمثلها كوبا ومصر وإيران، ستعمل سوياً وبالتنسيق للدفاع عن مصالح الحركة وتمثيلها في أي مسائل تتعلق بمسار المفاوضات على مدى السنوات الثلاث المقبلة. وتعهد بأن تتفاعل «مصر مع الاخوة الإيرانيين لكي نؤمن النجاح لأعمال الحركة». وكان أبو الغيط ونظيره منوشهر متقي التقيا في شكل وصف بالودي والدافئ في شرم الشيخ أول من أمس. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي ل «الحياة» إن «هناك علاقة إنسانية بين الوزيرين منذ سنوات عدة والعلاقة حتى الآن جيدة وإيجابية وهما يتقابلان ويعملان سوياً في المحافل الدولية». وحذر زكي من محاولة تحميل اللقاء أكثر مما يحتمل. وقال إن «الخلاف المصري - الإيراني هو خلاف سياسات وليس خلاف أشخاص ويجب أن تعالج هذه الخلافات السياسية من جذورها»، مؤكداً أن العلاقة الشخصية يمكن أن تكون عاملاً مساعداً «ولكنها ليست العامل الحاسم». واعتذر زكي عن التعليق على الأنباء التي تقول إن أبو الغيط اجتمع مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، مشيراً إلى أن التواصل المصري - السوري «لا يحتاج إلى تعليق لأنه من طبائع الأمور». وعلم أن متقي غادر شرم الشيخ أمس إلى طهران «لأمر عاجل» وقال إنه سيعود اليوم مرة أخرى. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورؤساء السودان عمر البشير والجزائر عبدالعزيز بوتفليقة ولبنان ميشال سليمان وفلسطين محمود عباس واليمن علي عبدالله صالح وتركيا عبدالله غل وزعماء الهند وباكستان وكرواتيا وفنلندا وافغانستان وكوريا الشمالية وغانا وطاجكستان وبنغلادش والبوسنة وصربيا والجبل الاسود والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون. في غضون ذلك، قالت مصادر مصرية مطلعة ل «الحياة» إن مصر لن تقبل بترشيح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لشاؤول كميسة سفيراً لإسرائيل لدى القاهرة. واعتبرت أن هذا الترشيح «ينم عن قصر نظر وعدم وعي أو إدراك لأهمية وحساسية العلاقة المصرية - الإسرائيلية». وانهى السفير الحالي في مصر شالوم كوهين فترة عمله في القاهرة ولكنه مستمر إلى حين ترشيح سفير آخر. وقالت المصادر إن «مصر لا تريد أن تدخل في جدل مع إسرائيل في شأن تعيين سفير جديد ولكنها في الوقت نفسه لن تقبل الموافقة على ترشيح سفير ينتمي إلى حزب سياسي (إسرائيل بيتنا) له توجهاته اليمينية المتطرفة». ورد الناطق باسم الخارجية المصرية السفير زكي على سؤال بخصوص ترشيح ليبرمان لكميسة قائلاً إن «مصر لم تتسلم أي ترشيح رسمي بعد، ومصر لا تتعامل في هذا الموضوع مع التسريبات الإعلامية».