رداً على ما نُشر في صحيفة «الحياة»، في عددها «17850»، بتاريخ «20 ربيع الآخر 1433ه»، (13 آذار/ مارس 2012)، تحت عنوان «أحلام تتبخر وشهادات للتعليق على الجدران». لا بد من القول إن الكلام في الموضوع المنشور ذو شجون يحتاج إلى إلقاء الضوء عليه: قد يكون بين الشباب والشابات الحاصلين على شهادات عليا بطالة، قد يكون هناك انسداد آفاق بين الحصول على الوظيفة المناسبة والراتب... إن الجامعات على تزايدها، وفروع تخصصاتها، وكذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبعثات للخارج، كما هي الحال في العالم، لا يوجد مبدأ الالتزام بتأمين الوظيفة، وإنما توفر المادة «المعرفة» كوسيلة مساعدة في أداء العمل المتاح بمرونة وفهم... هناك حملة دكتوراه يديرون شركات صغيرة، وهناك حملة ثانوية يديرون شركات كبيرة، ومن بين ذاك وذاك من أسس لنفسه نشاطاً ذاتياً ليكون في منأى آمن من الفراغ «البطالة»، إذاً لا بد من التسليم بأن المعيار ليس في المؤهل، ولكن في القدرة والاستعداد. أما بالنسبة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثات للخارج، فإن الرؤية الواضحة فيه تتركز على أن يكون في المجتمع جيل يتم إعداده إعداداً مبنياً على معرفة وإطلاع أوسع، حتى إذا عاد يكون على استعداد للتعامل مع متطلبات حاضره بمفاهيم عصرية مدعومة بمعرفة وتقنية حديثة، تصبح متوفرة لسوق العمل، سواء في القطاع الحكومي أو الأهلي، أو التوجه إلى مشروع ذاتي، والأخير التوجه له سهل، والعائد منه سريع وإيجابي، نتيجة نمو اقتصادي يواكبه بنية تحتية في كثير من مرافق الحياة الاجتماعية، من هذا المنطلق فإن ركائز المجتمع من شباب وشابات مدعوون إلى أن يخططوا لمستقبلهم في بناء أنفسهم بعيداً من الاتكالية المطلقة، سعياً وراء فرص العمل المتاحة، حرفية كانت أو تجارية. إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للبعثات للخارج وضع شرطاً مهماً وأساسياً عند اختيار المبتعث والمبتعثة، وذلك أن تتوفر كفاءات مؤهلة ومقيدة بمستويات ومعايير قياسية تتواءم مع الحوافز المادية والمعنوية المقدمة، وقد يكون بين هذا البرنامج، وبين تجربة اليابان في عهد الإمبراطور «بمجي» في نهاية القرن ال19 تشابه، إذ عملت اليابان على وضع خطط وبرامج هدفت إلى تطوير التعليم بما يلائم العصر، سعياً إلى اللحاق بركب تقدم الغرب، فكان إمبراطور اليابان يقوم بإرسال الكثير من اليابانيين للدراسة في دول أُوروبا، وكان يقوم بتوديعهم وأخذ القسم منهم، على أن يكونوا عند مستوى الهدف... بذلك تحقق لليابان هدفها بأن رجعت تلك المجموعة بأفكار ساعدت في وسائل التعليم، والتعامل مع فكرة اللامركزية، والتوسع في مجالس التعليم المحلية، وكانوا النواة التي حققت لليابان نهضتها الحالية. إن الشهادة التي يحملها كل من الفتى والفتاة، سواء علقت على الجدران، أو أُدرجت ضمن ملف الوظيفة، إنما هي وسيلة وملاذ ضد التحديات... بواسطتها يتم قهر تلك التحديات في قبول كل عمل شريف متاح، بدلاً من الجلوس من دون عمل، مع أهمية البحث عن الفرص كلما سنحت، والمجتمع لا يخلو من تلك الفرص. [email protected]