تأمل جبهة التحرير الوطني، حزب الغالبية في الجزائر، أن تُنهي دورة اللجنة المركزية المقررة نهاية الأسبوع الجاري حال الانقسام والفوضى في صفوفها ما بين أنصار الأمين العام عبدالعزيز بلخادم وبين ما يُعرف ب «حركة التقويم والتأصيل». لكن رهان بلخادم على الدورة غير العادية بدأت تظهر بوادر فشله، ما يعني أن الحزب يتجه نحو السيناريو الذي عمل على تحاشيه وهو خوض الانتخابات الاشتراعية في صيف العام المقبل بقوائم غير موحدة. ويُعتقد أن بلخادم كان يراهن على نجاحه قبل بدء اجتماع اللجنة المركزية في حل الخلافات مع قادة حركة «التقويم والتأصيل»، وهم وزراء ونواب ومناضلون غاضبون على سياسة الحزب. وأجرى بلخادم فعلاً جلسات فردية مع بعض القياديين من خصومه، لكنها زادت على ما يبدو الهوة بين الطرفين بدل أن تردمها. ويقول الخصوم إن بلخادم أحاط نفسه ببطانة «غير وفية» لمشروع جبهة التحرير، لكن مؤيديه يدافعون عنه بالقول إن «التقويميين هم طالبو مناصب وليسوا أصحاب مشروع». ولا تُبدي حركة «التقويم والتأصيل» أي نية للتراجع عن مطالبها على ما يبدو، وهي تقول إنها قد تدخل الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة بقوائم حرة، ما قد يضيّع أصواتاً مهمة من جبهة التحرير قبل أهم موعد انتخابي يسبق رئاسيات العام 2014 التي يبدو أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة غير متحمس للترشح فيها.