أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار محمد العمري ل «الحياة» عدم وجود توجه يسمح للمرأة بالعمل في الإرشاد السياحي، موضحاً أن السبب الرئيس وراء عدم إصدار تراخيص لهن يعود إلى التعاليم الإسلامية والعادات والتقاليد التي لا تسمح للفتاة أن ترشد مجموعة من السائحين الرجال، وأن تنتقل معهم من منطقة إلى أخرى. وقال: «إن النظام يسمح للمرأة أن تكون صاحبة العمل كمنظمة للرحلات لا مرشدة سياحية، مبيناً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار سهلت إجراءات التراخيص، وحددت مبلغ الضمان البنكي للسيدات بواقع 25 ألف ريال، مضيفاً «ونحن بهذه الطريقة فتحنا فرص عمل للمرأة ضمن الضوابط الإسلامية والتقاليد الاجتماعية». وأفاد الرئيس التنفيذي للسياحة بأن شروط إصدار ترخيص مرشد سياحي تتمثل في أن يكون سعودي الجنسية، وتجاوز عمره سن ال 18 عاماً، معتبراً أن مميزات هذه المهنة عدم طلب التفرغ لها، وعدم تعارضها مع أي قطاع آخر. وعند سؤاله عن إمكانية تدريب طالبات على الإرشاد السياحي في الهيئة، أجاب «لا يمكن أن ندرب الطالبات في مجال الإرشاد». وتأتي تصريحات الرئيس التنفيذي للسياحة والآثار في المملكة متضاربة مع توجهات الجامعات السعودية، وآخرها جامعة الملك عبدالعزيز في جدة التي دشنت مساراً للإرشاد السياحي للطالبات أخيراً. وتقول الطالبة في تخصص الإرشاد السياحي في جامعة الملك عبدالعزيز مها الحصيني إنها ستتخرج من القسم قريباً لكنها ترى أن المشوار طويل حتى تصبح مرشدة سياحية بالحصول على ترخيص من هيئة السياحة والآثار. وأضافت الحصيني «وعدتنا الهيئة أن تصدر تراخيص للنساء لمزاولة عمل الإرشاد السياحي في السعودية، خاصة وأن مكتب الرياض متوفر فيه قسم للنساء، ويعملن فيه سعوديات مختصات». من جهتها، توضح الطالبة في الإرشاد السياحي عهود عبد الجبار أن شركات سياحية عالمية توفر عملاً ولا تحتاج هذه الفرص الوظيفية إلى ترخيص مثل عمل برامج سياحية وغيرها «ولكن للأسف يوظفن من غير المختصات في السياحة، وغالباً يتم توظيف خريجات لغة إنكليزية وفرنسية، وأتمنى أن يوجد نظام من هيئة السياحة والآثار ينظم هذا المجال حتى تكون لنا فرصة في مزاولة تخصصنا، وأن لا نلجأ إلى وظائف أخرى». وتحدثت الخريجة من مسار الإرشاد السياحي، حسناء إخلاص عن تجربتها بعد التخرج، بالقول «عندما بحثت عن وظيفة في نفس تخصصي وجدت وظائف في شركات عالمية ومحلية، لكن للأسف لا أستطيع مزاولة المهنة لأنني لا أحمل ترخيص مرشدة سياحية». وأبدت حسناء إخلاص استغرابها من سماح التعليم العالي بافتتاح مسارات في الإرشاد السياحي دون وجود فرص وظيفية أو سوق عمل يستوعب الخريجات، مؤكداً أن تواجدهن مهم لمدارس البنات التي تنظم رحلات للطالبات. بدوره، دعا رئيس المرشدين السياحيين في المملكة سمير قمصاني إلى السماح للمرأة في شغل وظيفة مرشدة سياحية، مؤكداً أن دورهن سيكون فعالاً، وبالأخص في عدد كبير من المدارس الحكومية والخاصة التي تدرس الفتيات تاريخ وآثار البلاد عن طريق الرحلات الميدانية. وقال قمصاني «لماذا لا يكون لدينا مرشدات سياحيات في قطاع التعليم ينسقن مع القطاعات المختلفة، وينظمن الرحلات ويرشدن سياحياً ؟، أنا من أكثر المؤيدين لتواجد المرأة في صناعة السياحة، وأستغرب جداً من فتح تخصص الإرشاد السياحي في الجامعات، وبالمقابل لا تصدر لهن تراخيص لمزاولة العمل».