أوضح التشكيلي عبدالعظيم الضامن أن من مميزات المنمنمات العربية والإسلامية «أنها مسطحة ذات بعدين طول وعرض، ولم يلجأ المزوّق إلى التجسيم عن طريق رسم البعد الثالث للأشياء والاعتماد على خداع البصر، بل إن العنصرين الأساسيين في المنمنمة هما: الخط والبقعة اللونية، إذ يحدد الخط البقعة، كما أن التلوين اقتصر على الكتل فقط». وقال الضامن، في المحاضرة التي قدمها في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أخيراً، حول المنمنمات وتاريخ الفن وأشهر فنانيها في العالم، إن الإنسان يحتل «مكاناً كبيراً في المنمنمات، وتأتي بعده بالدرجة الثانية الحيوانات والنباتات والعمائر، وأعانت دقة رسم العمائر المؤرخين في إرجاع نسبة التصوير إلى المدينة المرسوم فيها من خلال شكل الأقواس والعناصر الزخرفية التي تزينها». وأشار إلى أن ما يلاحظ في المنمنمات هو «الخروج عن الواقعية الحرفية عند مقارنة حجم بعض عناصر اللوحة إلى العناصر الأخرى المحيطة بها، مثلاً، نسبة حجم الإنسان إلى العمائر، إذ يبدو الإنسان كبيراً جداً بالنسبة إليها، إشارة إلى أن الإنسان هو الموضوع الرئيسي والمركزي في اللوحة. وأكثر من ذلك يحدث في أحيان كثيرة تباين في الحجم بين حجم الإنسان في التصوير نفسه».