لاهاي، كابول، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – ردت ايران إيجاباً على دعوة الولاياتالمتحدة الى الانضمام الى حل «إقليمي» لأفغانستان، وذلك على هامش المؤتمر الذي استضافته لاهاي أمس، والذي اطلق ديبلوماسية الحوار بين ايرانوالولاياتالمتحدة عبر لقاء مقتضب بين نائب وزير الخارجية الإيراني محمد مهدي خوندزاده والمبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك. لكن طهران وصفت إرسال 21 ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان بأنه خطوة «غير مجدية»، داعية الى التركيز على تدريب الشرطة والجيش الأفغانيين، وهو ما طالب به الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ياب دي هوب شيفر، معتبراً خطة الاستثمار في قوات الأمن الأفغانية والتي قدر كلفتها ببليوني دولار سنوياً «أمراً ملحاً». وقال خوندزاده: «إننا مستعدون بالكامل للمشاركة في المشاريع التي تهدف الى مكافحة تهريب المخدرات وتعزيز مشاريع التنمية وإعادة الإعمار في أفغانستان». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أمل خلال تقديمه استراتيجيته الجديدة الخاصة بأفغانستان وباكستان الجمعة الماضي، بتشكيل مجموعة اتصال دولية تضم إيران، لمعالجة أزمة تنامي التمرد في أفغانستان وأخطاره على المنطقة. وشدد خوندزاده على ضرورة رحيل القوات الأجنبية من أفغانستان، محذراً الغرب من محاولة تحقيق أهداف «غير عسكرية» في هذا البلد تطاول تحديداً الحكومة، في وقت لمحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى الحاجة لحكومة «شرعية محترمة» تحارب الفساد الذي وصفته بأنه «سرطان يهدد نجاحنا على المدى الطويل مثل طالبان والقاعدة». (راجع ص 8) وسعت كلينتون الى توضيح «الاستراتيجية الجديدة» في أفغانستان، مؤكدة تأييدها المصالحة مع عناصر «طالبان» الذين ينبذون العنف ويقطعون صلتهم ب «القاعدة»، فيما أصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة ان يبادر عناصر «طالبان» الذين يؤيدون المصالحة الى «التخلي عن العنف وقطع صلتهم بالقاعدة، والاعتراف بالدستور الأفغاني». وأكد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أن حكومته «لا تستطيع إعادة إعمار البلاد من دون مساعدة الدول المجاورة»، مجدداً تأييده الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي ستلحظ ايضاً تقديم 40 مليون دولار لمساعدة الأممالمتحدة في الاستعداد للانتخابات الأفغانية المقررة في 20 آب (أغسطس) المقبل، علماً ان مسؤولي الدول ال70 التي شاركت في مؤتمر لاهاي أجمعت على ضرورة تحسين تنسيق المساعدات في أفغانستان، وإنفاقها بفاعلية اكبر. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «إنها سنة حرجة». واعتبر ان «الإخفاق يعني خيانة الشعب الأفغاني»، مشدداً على ضرورة إجراء انتخابات «عادلة وشفافة وذات صدقية». ويجري الرئيس الأفغاني ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري في أنقرة اليوم، محادثات ل «تحسين التنسيق والتعاون» بين بلديهما في مكافحة الإرهاب. ويتوقع ان تضع القمة الثالثة بين الدول الثلاث منذ العام 2007 خطة لتطوير آليات التعاون الأمني بين البلدين، وتطرح مشاريع تعاون اقتصادي وسياسي لإعادة بناء أفغانستان وتعزيز استقرار الوضع الأمني فيها. وأمل مسؤولون في وزارة الخارجية التركية بأن تتوافق الاستراتيجية الأميركية الجديدة مع المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية للشعب الأفغاني، مؤكدين حاجة كابول الى دعم اقتصادي واجتماعي اكثر من حاجتها لقوات أجنبية جديدة. وتعد هذه إشارة الى عدم حماسة تركيا لإرسال قوات إضافية الى أفغانستان في حال طلبت واشنطن ذلك منها، وهو ما ستناقشه القمة المقبلة للحلف الأطلسي (ناتو) المقررة في مدينتي ستراسبورغ الفرنسية وكيهل الألمانية الجمعة والسبت المقبلين.