تتلاقى روافد مختلفة من الموسيقى السيمفونية العالمية في المهرجان السنوي الذي يستضيفه المسرح الروماني في مدينة الجم الأثرية (200 كيلومتر جنوب العاصمة تونس) والذي افتتحت دورته الرابعة والعشرين أخيراً. ويُضفي المكان الذي حافظ على مدرجاته وحلبة الصراع الرئيسة في وسطه سحراً خاصاً على المهرجان الذي يعتبر ملتقى فنياً وحضارياً للمبدعين العالميين، وفي مقدمهم أوركسترا فيينا السيمفوني الذي افتتح المهرجان بعروض من سيمفونيات خالدة. لكن جديد الدورة أن العازفة التونسية الصاعدة المقيمة في الولاياتالمتحدة ياسمين عزيز شاركت النمسويين في حفلة الافتتاح تحت شعار «موسيقى وتضامن». ويأتي مدرج الجم الروماني في المرتبة الرابعة بين أكبر المدرجات الرومانية في العالم و يُصنف من ضمن التراث العالمي ل «يونسكو». وكان الجمهور على موعد قبل أيام مع الأوركسترا الإيطالية «نوفا امادوس». وهو على موعد مع سهرة مغاربية غداً بعنوان «هانيبعل بركه»، من تأليف جلول عياد، بمشاركة الأوركسترا التونسية والجوق الكلاسيكي المغربي . ومن فرنسا سيحيي في 18 الشهر الجاري عرض «الأوركسترا الوطني لمناطق لالوار» الذي يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، وسيقدم روائع «بيسيت وجورج غيرتوين» بمشاركة كل من الوبرانو، جانيس تشاندلز وكذلك ستيفن سالتر ويقود المجموعة المايسترو جورج بيليفاليان. وتُقام في 2 آب (أغسطس) المقبل حفلة ضخمة ستُحييها الأوركستر الروماني «المئة كمان غجرية» التي تتميز حفلاتها بروح الحماسة والألفة والعشق الخالص للفن. وأوضح مدير المهرجان مبروك العيوني ان فاعليات المهرجان ستستمر حتى الثامن من الشهر المقبل، «ما يُتيح للجمهور التونسي الإطلاع طيلة هذه الفترة على أنماطٍ موسيقية مختلفة ستأتي من بلدان عدة بينها فرنسا والنمسا ورومانيا وإيطاليا والدولة المضيفة تونس».واعتبر العيوني أن المهرجان «أصبح أحد أبرز المهرجانات المتخصصة في تعميق الروابط بين المجموعات الموسيقية والمواهب المنتشرة في الفضاءين المتوسطي والعربي، وهو المهرجان الوحيد المتخصص بالموسيقى السيمفونية في العالم العربي». يُذكر أن مهرجان الجم الذي تحضره عادة نخبة من الديبلوماسيين والمولعين بالموسيقى والفنون، ساعد على اكتشاف مواهب شابة من تونس والتعريف بها خارج البلد.