في عمر الرابعة والأربعين، لا تزال نعومي كامبل من أشهر الوجوه في مجال الموضة، ومن أشهر والناشطات في مجال حرية التعبير التي كانت من المبادئ العزيزة على قلب أستاذها وصديقها نلسون مانديلا من أجل مكافحة التمييز العنصري. ولا تريد كامبل أن تكون الممثلة الوحيدة للعارضات السمراوات. فلا شك في أن عالم الموضة فتح أبوابه للعارضات من العرق الأسود من بيفرلي جونسون وإيمان إلى جوردن دان وشانيل إيمان، وصولاً حتى إلى المغنية ريهانا والممثلة الحائزة جائزة أوسكار لوبيتا نيونغو، غير أن هذا ليس كافيا بالنسبة إلى أشهر تلك العارضات. إذ تلفت كامبل في مقابلة هاتفية إلى أنها عندما بدأت مسيرتها "كان عدد العارضات الملونات البشرة أكبر بكثير". ولكن كامبل تقول انه "لطالما حظيت بدعم مصممي الأزياء، من أمثال إيف سان لوران وجاني فيرساتشي وكارل لاغيرفلد. وهم دعموني جميعا في بداية مسيرتي. وكنت جد محظوظة". وتؤكد إحدى العارضات الثلاث الكبيرات في التسعينيات مع الأميركية كريستي تورلينغتن والكندية ليندا إفانغيليستا، أنها لم تعاني من التمييز العرقي، حتى لو كانت أثارت هذه المسألة مع وسائل الإعلام. وكانت كامبل إنضمت في أيلول (سبتمبر) 2013 إلى مبادرة "بالانس دايفرستي" العالمية التي أطلقتها أيقونة الموضة بيثان هارديسن للتنديد بقلة عارضات الأزياء السوداوات في مجال الموضة. وتشير العارضة البريطانية إلى أن هذه المبادرة "ليست حركة سياسية بل هي مجرد نقاش". وتتابع أن "بعض الأشخاص أدركوا هول هذه المشكلة وبدأوا باتخاذ خطوات لتحسين الوضع". وختمت قائلة "آمل ألا يكون ذلك مجرد نزعة عرضية وأنهم لا يقومون بذلك لإسكاتنا، إذ لن نسكت أبداً". وحول تأثرها بمنديلا، تستذكر عارضة الأزياء البريطانية من أصول افريقية وصينية وجامايكية مسيرتها، مشددة على المسؤوليات المناطة بشهرتها. تقول "كان مانديلا يقول لي دوماً، ينبغي أن تستفيدي من مكانتك للمجاهرة ببعض الأمور". وتقربت نعومي من بطل الكفاح ضد نظام الفصل العنصري الذي توفي في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي في التسعينيات وهي لا تزال متأثرة بمبادئ مانديلا الذي كانت تلقبه ب"جدي". وبدأت كامبل مسيرتها في سن الخامسة عشرة عندما كانت تعيش في لندن، وشاركت في عرض أزياء لجاني فيرساتشي في السادسة عشرة وكانت أول عارضة سوداء تنشر صورتها على غلاف النسخة الفرنسية من مجلة "فوغ" عندما كانت في الثامنة عشرة. وفي هذا السياق تقول "تمكنت من النجاح بفضل مساعدة مصممي الأزياء وتصدرت الكثير من غلافات مجلات "فوغ"، مضيفة "لهذا السبب بالتحديد يجدر بي مساعدة العارضات المبتدئات لأن علاقتهن قد تغيرت مع المصممين".