اتهم نائب رئيس الجمهورية العراقية الملاحق بتهم تتعلق بالإرهاب طارق الهاشمي، قيادة العمليات في بغداد بتعذيب أحد أفراد حرسه المعتقلين حتى الموت، وعرض صوراً له بعد تسليم جثته الى عائلته، لكن «العمليات» نفت التهمة وأعلنت ان المعتقل توفي في السجن جراء اصابته بفشل كلوي. وقال الهاشمي في بيان مساء اول من امس، ان عامر سربوت زيدان البطاوي، من مواليد 1979، متزوج وله ثلاثة أطفال، ومن سكان المدائن، توفي «متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له بعد اعتقاله من الفوج الثاني/ اللواء 45 من الفرقة الحادية عشرة التابعة لقيادة عمليات بغداد بتاريخ 19/12/2011، لكن الذي حدث أن جثته سُلمت إلى ذويه بتاريخ 18/3/2012 بعد احتجاز دام ثلاثة شهور». وعرض الهاشمي صوراً للبطاوي قال إنها تكشف للرأي العام «التعذيب الذي تعرض له الشهيد والوضع الصحي الذي كان عليه قبل احتجازه مقارنة مع الوضع الصحي والهزال الذي انتهى إليه بعد أن فقد ما يزيد عن ستين كيلوغراماً خلال فترة احتجازه». وأضاف ان البطاوي توفي بعدما «قضى ساعتين في مستشفى بغداد التعليمي، حيث نقل إليه من مركز احتجازه السري وفارق الحياة متأثراً بإصابات بالغة، وأكد الشهود أنه كان ينزف دماً من فمه وكافة مخارج جسمه، مع وجود ندوب وقرح وتلف أنسجة في أماكن عدة وحساسة من جسمه نتيجة الأساليب الوحشية التي استخدمت معه في التحقيق، وقد أحيلت جثته للطبابة العدلية التي أصدرت شهادة الوفاة يوم أمس (الأربعاء) من دون إشارة إلى سبب الوفاة، وهو أمر يدعو إلى الاستغراب، ويؤكد أن الوفاة غير طبيعية، بل أنه فارق الحياة في ظروف غامضة». وطالب الهاشمي «المجتمع الدولي بالتحرك عاجلاً وإرسال لجنة محايدة ومتخصصة للكشف على الجثة وتحديد أسباب الوفاة». وزاد ان «ما يثير الشبهة أن الأجهزة الأمنية ذات العلاقة والهيئة القضائية تكتمت على احتجاز الشهيد حيث لم يرد اسمه ضمن قائمة المحتجزين التي زود مكتبي بها في وقت سابق، وهذا يؤكد حقيقة احتجاز أفراد آخرين نجهل أسماءهم، وهو ما أطالب الكشف عنه فوراً، وتزويد رئاسة الجمهورية ومكتبي أسماء كل المحتجزين من أفراد الحماية، مع بيان مكان وظروف احتجازهم والتهم المنسوبة إليهم، وأحملهم كامل المسؤولية في حالة التكتم على اي حالة مشابهة، كما أناشد عائلات أفراد حماياتي وموظفي مكتبي، تزويدي أي معلومة عن ظروف اختفاء أي فرد يعمل في حماياتي». وطالب الهاشمي أن «يسمح الطب العدلي في بغداد بمشاركة الطبابة العدلية في البصرة والأنبار وإقليم كردستان في كتابة تقرير شهادة الوفاة». وناشد رئيس الجمهورية «تجميد عمل هيئة التحقيق إلى حين صدور تقرير اللجنة التحقيقية وتقرير الطب العدلي وتحويل التحقيق إلى لجنة أخرى خارج النطاق المكاني لعمل هذه اللجنة. وأطالب السيد وزير حقوق الإنسان بالتحقيق في انتهاك عرض الشهيد، إضافة إلى تعرضه للتعذيب حتى الموت، وأطالبه باصطحاب لجنة تقصي حقائق من مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني والناشطين العراقيين في مجال حقوق الإنسان، للاطلاع على واقع حال المعتقلين». وقال إن «هذا دليل جديد يؤكد أن الاعترافات يجري انتزاعها بالإكراه والتعذيب، فأين هو القضاء العادل الذي يراد مني المثول أمامه؟». ويقيم الهاشمي في إقليم كردستان منذ صدور أمر باعتقاله بتهمة الإشراف على عمليات قتل وتفجير أواخر العام الماضي. لكن قيادة العمليات في بغداد نفت تعرض عناصر الهاشمي للتعذيب داخل السجن، وقالت في بيان إن «ما أعلنه طارق الهاشمي عن وفاة المتهم عامر البطاوي إثر تعرضه للتعذيب عار عن الصحة، فالمتهم توفي بسبب إصابته بعجز كلوي مزمن». وأضافت أن «البطاوي دخل المستشفى في 7 آذار (مارس) الحالي وتوفي في 15 من الشهر نفسه، وسلم إلى ذويه أول من أمس الثلاثاء». ولفتت إلى أنها ستعرض تقارير الطب العدلي والمراجعات الطبية التي تثبت إصابته بهذا المرض بعد استحصال الموافقات القانونية.