نفت وزارة الداخلية العراقية امس أنباء عن وفاة أحد المعتقلين بتهمة التخطيط لانقلاب في محافظة المثنى بسبب التعذيب، وأكدت انه انتحر بعد وضعه في الحجز المنفرد، فيما اعلنت وزارة حقوق الانسان فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث. واوضحت الداخلية في بيان امس، ان «مشاجرة وقعت بين المجنيّ عليه كاظم منشد وأحد الموقوفين الآخرين، فجرح الشخص الآخر وأدخل المستشفى، وعرض الموضوع على قاضي التحقيق المختص، الذي أمر بوضع منشد في حجز احترازي، وبعد فترة وجيزة اتضح انتحاره بواسطه ثيابه. وتم تشكيل لجنة تحقيق على الفور باشرت عرض النتيجة على قاضي التحقيق، الذي قرر إرسال جثة منشد الى الطبابة العدلية لمعرفة سبب الموت الحقيقي». واتهم البيان بعض القنوات الإعلامية التي اذاعت النبأ مساء اول من امس، بإثارة الفتن، وأكد «ان هذه القنوات غير مهنية وتكيل بمكيالين عندما يتعلق الخبر بأي شأن عراقي داخلي، كأنها أصبحت آلة لتنفيذ الأجندات الخارجية لبعض الدول الإقليمية، وآخرها تأليف قصص من نسج خيال بعض الموتورين حول الحادث العرضي الذي حدث في أحد مواقف مديرية الشرطة في محافظة المثنى». وأوضح أن القنوات «ادعت ان الاجهزة الأمنية عذبت منشد وطالبت بتدخل منظمات حقوق الانسان ووزارة الداخلية». وكانت حركة «الوفاق الوطني» بزعامة اياد علاوي، أعلنت ان احد المعتقلين الذين تم القاء القبض عليهم بتهمة المشاركة في «انقلاب» توفي «بعد ان تعرض للتعذيب حتى الموت من عناصر وزارة الداخلية». وقال الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان كامل امين ل «الحياة»، إن «الوزارة طالبت بنقل الجثة الى الطلب العدلي في بغداد لتشريحها ومعرفة اسباب الوفاة». وأضاف «أن وزير حقوق الانسان تدخل شخصياً في الموضوع وطلب الاشتراك في التحقيق الذي سيتم بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى وستنشر نتائجه كي يطّلع عليها الراي العام، لأن ما حدث هو انتهاك خطي». ودعا علاوي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تعيين مبعوث خاص لحقوق الانسان في العراق، وقال في تسجيل بثته قنوات تلفزيونية عراقية إنه بعث برسالة إلى بان الأسبوع الماضي طالبه فيها بتعيين ممثل خاص لمراقبة حقوق الإنسان. وأشار الى أن الكثير من المعتقلين، بحجة الانتماء إلى حزب البعث من كل المحافظات «يتعرضون للتعذيب في السجون». وشدد على ان «معتقلاً توفي داخل سجن في محافظة المثنى بسبب التعذيب»، مشيراً الى أن «ذوي القتيل أبلغوه أن علامات تعذيب كانت واضحة على جسده، على رغم انه لا توجد علاقة بينه وبين حزب البعث». الى ذلك، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي قوات الامن من «المتآمرين على العراق»، وطالبها «بمواجهة الارهاب»، وقال خلال استقباله المهنئين بعيد الاضحى: «نتمنى ان يكون العيد محطة لمواجهة الارهاب الذي تجمع من كل بقاع العالم، وهذه الوقفة سيكتبها التاريخ بحروف من نور، لانها كانت عنواناً للشجاعة والامل يوم خيَّم البؤس على العراق». وأضاف ان «العراق امانة بأعناقنا، ويبدو ان مسلسل التآمر عليه لن يتوقف، وهذا دليل الخوف منه، لأنه اذا نهض سيكون عملاقاً». وزاد ان «العراق عملاق ليس بالتدخل في شؤون الاخرين كما كان النظام السابق، لكنه عملاق بأن لا يكون مجالاً للاختبارات او للذين يريدون العبث بأمننا وأمن الآخرين». واشار الى ان «العراق يبقى في دائرة الخطر ويحتاج الى اليقظة لمواجهة الذين يحاولون العبث بأمنه ويخططون كي يكون هذا العيد عيدَ دماء ويسلبوا الفرحة من وجوه الناس والايتام»، مؤكداً ان «التصدي الحازم والمراقبة المستمرة والاقتحام هو الذي وضع حداً لهؤلاء الارهابيين وأفشل نواياهم الشريرة».