فيما سعى التيار الإسلامي في مصر إلى طمأنة معارضيه بطرح شخصيات ليبرالية ضمن مرشحيه لعضوية الجمعية التأسيسية التي سيوكل لها وضع الدستور الجديد للبلاد والتي ستُنتخب غداً خلال اجتماع مشترك للبرلمان بغرفتيه، أكد مسؤول عسكري ل «الحياة» أن المجلس العسكري الحاكم يدرس الاستجابة لطلب «الإخوان المسلمين» إقالة حكومة كمال الجنزوري وتكليفهم بتشكيل حكومة ائتلافية. وأشار المسؤول إلى أن المجلس العسكري «غاضب من حال العناد بين الحكومة والبرلمان»، لافتاً إلى أن المجلس يدرس طلب بعض أعضائه الذين يتهمون حكومة الجنزوري ب «التقصير» في أداء مهامها ويدعون إلى تغييرها وتكليف حزب «الحرية والعدالة» بتشكيل حكومة جديدة لإنهاء الأزمة. وقال: «لم نكن نتمنى أن تصل العلاقة بين الحكومة وحزب الأكثرية إلى هذه الدرجة من العناد والسوء». واعتبر أن «العلاقة بين حزب الحرية والعدالة والحكومة وصلت إلى طريق مسدود، لدرجة انعكست على حدوث أزمات طاولت معيشة المواطن، وفي مقدمها الأزمة المتفاقمة في نقص البنزين والسولار من ناحية وتزايد الإضرابات والاعتصامات من ناحية أخرى». وأضاف: «نبحث حالياً في صيغة للوصول إلى قرار مناسب للخروج من هذه الأزمة»، لكنه أكد «عدم الوصول بعد إلى القرار». ولمح إلى التفكير بالإقدام على خطوة تغيير الحكومة. من جهة أخرى، صدَّق رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي أمس على تنصيب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للأنبا باخوميوس قائماً بأعمال بطريرك الكنيسة، حتى انتخاب خلف للبابا شنودة الثالث. وقال مسؤول في الكنيسة ل «الحياة» أمس إن «الكنيسة قامت عقب انتهاء اجتماع المجمع المقدس بإرسال اسم الأنبا باخوميوس إلى طنطاوي لاعتماده كقائمقام بابا الإسكندرية، نظراً إلى كونه أكبر الأساقفة سناً». وأضاف أن اجتماع المجمع المقدس أمس شهد تشكيل لجنة لقبول الترشيحات لمنصب البابا، إذ سيرشح البعض أنفسهم أو يرشحهم آخرون بشرط أن يحصل المرشح على تزكية 12 من أعضاء المجمع المقدس والمجلس الملّي العام. وأوضح أنه في اجتماعات لاحقة سيتم تشكيل لجنة الطعون ولجنة تحديد الناخبين وتحديد موعد الانتخابات، مشيراً إلى أن «الأمر لن يتجاوز بضعة شهور لانتخاب البابا الجديد». على صعيد آخر، أبدى التيار الإسلامي الذي يسيطر على البرلمان بغرفتيه (الشعب والشورى) مرونة نحو تشكيل الجمعية التأسيسية التي سيوكل لها وضع الدستور الجديد للبلاد، في مسعى منه إلى التقليل من الانتقادات التي توجه ضده. ورشحت جماعة «الإخوان المسلمين»، وحزب «النور» السلفي، و «الجماعة الإسلامية» أسماء معروفة بانتمائها إلى التيار الليبرالي، إضافة إلى إسلاميين يحظون بثقة الليبراليين أيضاً. وبين المرشحين لعضوية الجمعية التأسيسية النواب عمرو حمزاوي وعمرو الشوبكي ووحيد عبدالمجيد ومحمود السقا وأستاذ العلوم السياسية المعتز بالله عبدالفتاح والمستشار طارق البشري ورفيق حبيب والشاعر فاروق جويدة والشيخ محمد حسان، ومن شباب الثورة أحمد حرارة، طبيب الأسنان الذي فقد عينيه بأيدي الأمن خلال الثورة. في المقابل، أفيد بأن المجلس العسكري رشَّح مستشاره القانوني اللواء ممدوح شاهين لعضوية اللجنة، كما تقدَّم اتحاد الكتاب بقائمة ترشيحاته لعضوية اللجنة التأسيسية للدستور ضمت عشرة أبرزهم الروائيان بهاء طاهر وجمال الغيطاني والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والناقد صلاح فضل والمفكر السيد ياسين ورئيس الاتحاد محمد سلماوي.