رام الله - رويترز - تلقي المخرجة الفلسطينية سوسن قاعود في فيلمها الوثائقي الجديد «أنامل الزمان» الضوء على التجربة الموسيقية للملحنة ريما ترزي، التي تمتد أكثر من سبعة عقود، كما تنقل عبر الفيلم صورة عن الحياة الثقافية الفلسطينية في محطات تاريخية مهمة. عرض الفيلم أول من أمس على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، في حضور ترزي التي كانت تحتفل بعيد ميلادها الثمانين، من دون أن تنال السنوات من عشقها للعزف على البيانو. فقدمت أغنيات لحنتها في مناسبات مختلفة، منها أغنية مهداة إلى أسرى سجن نفحة الصحراوي الذين نفذوا العام 1980 إضراباً عن الطعام استمر 33 يوماً، وتوفي ثلاثة منهم. وقالت ترزي التي بدأت العزف في السابعة من عمرها: «اليوم تتكرر المأساة وتخوض الأسيرة هناء شلبي إضراباً عن الطعام... إليها وإلى كل الأسرى نقدم الليلة هذه الأغنية». وقدمت ريما ترزي، التي بدت عليها علامات السعادة الشديدة بهذا التكريم الذي نظمه معهد إدوارد سعيد للموسيقى وهي ساهمت في تأسيسه العام 1993، أغنيات رافقتها فيها جوقة، وأخرى رافقها فيها أطفال مثل «يسألوني مين أنا... أنا طفل فلسطيني». وشاهد الجمهور، على مدى نصف الساعة، نتاج خمسة أشهر من عمل المخرجة سوسن قاعود، رافقت خلالها ريما ترزي في حياتها اليومية، واستمعت منها إلى ذكريات هي جزء من ذاكرة الشعب الفلسطيني وتاريخه، بدءاً بحربي 1948 و1967، ثم الخروج من لبنان في 1982، واندلاع الانتفاضة الأولى في 1987، وصولاً إلى يومنا. عزفت ترزي على البيانو، للمرة الأولى، العام 1939، وأرسلها أهلها إلى لبنان عندما كانت في الخامسة عشرة لتعلم الموسيقى، لتنتقل بعد ذلك بسنتين إلى فرنسا لمواصلة تحصيلها الموسيقي. وقالت قاعود، بعد عرض الفيلم الذي أنتجته قناة «الجزيرة وثائقي»: «كنت أزور ريما في البيت، ونسجّل معاً، من دون استعداد مسبق لمثولها أمام الكاميرا، بل كانت دائماً على طبيعتها، تحدثت عن ذكرياتها وأحلامها، ومن خلالها تُحكى حياة شعب».