لندن، نيروبي، مقديشو - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أفرج خاطفون عن البريطانية جوديث تيبت التي كانت محتجزة في الصومال منذ خطفها مطلع أيلول (سبتمبر) 2011 في قرية سياحية راقية في كينيا. وأفيد بأن شركة أمنية ساهمت في تأمين الإفراج عنها بعد دفع فدية للخاطفين الذين كانوا قد قتلوا زوجها خلال عملية الخطف قبل ستة شهور. وقالت مصادر إعلامية في لندن إن ابن تيبت الذي كان موجوداً في نيروبي أمس، هو من تولى تنسيق عملية الإفراج عنها بعدما تمكّن من تأمين فدية لم تُعرف قيمتها. وتمت عملية التفاوض مع الخاطفين عبر شركة أمنية وليس عبر وزارة الخارجية البريطانية التي ترفض دفع فديات مالية لخاطفي الرهائن. وكانت السلطات الكينية والبريطانية تخشى في البدء من أن الخاطفين ينتمون إلى «حركة الشباب»، لكن بعد فترة قصيرة من خطف تيبت تبيّن أنها نُقلت إلى منطقة في وسط الصومال تُعتبر معقلاً للقراصنة وليس للإسلاميين. وصرح ناطق باسم الحكومة البريطانية:«يمكننا تأكيد الإفراج عن جوديث تيبت ... أولويتنا هي نقلها إلى مكان آمن». ورداً على سؤال عما إذا كانت فدية قد دفعت، قال الناطق: «موقفنا هو عدم دفع فدى ولا نقدم تنازلات لمحتجزي الرهائن». وانتقلت تيبت إلى كينيا بطائرة من منطقة ادادو في وسط الصومال. وأكد عبدالوالي أحمد من سكان هذه المنطقة الواقعة على بعد 500 كلم شمال شرقي مقديشو وخمسين كلم من الحدود الإثيوبية، أن الطائرة «أقلعت (من ادادو) وهي تقل الرهينة السابقة وثلاثة أشخاص آخرين». ودهم مسلحون قرية كيوايو سفاري الكينية النائية في 11 أيلول وقتلوا بالرصاص مدير النشر ديفيد تيبت (58 سنة) وأخذوا زوجته رهينة قبل أن يفروا بزورق إلى الصومال. على صعيد آخر، قال سكان إن معركة عنيفة اندلعت بين ميليشيا متحالفة مع الحكومة الصومالية ومتمردي «الشباب» المرتبطين ب القاعدة» في وسط الصومال ما أسفر عن مقتل عشرات المقاتلين. وتخضع دوساماريب التي تبعد 560 كيلومتراً إلى الشمال من مقديشو وهي عاصمة منطقة جالجادود في وسط الصومال لسيطرة ميليشيا أهل السنة والجماعة منذ سنوات. وقال سكان إن مقاتلي «حركة الشباب» التي تسيطر على بلدتين أخريين في المنطقة اقتحموا دوساماريب في ساعة مبكرة الثلثاء ونهبوا متاجر وسيارات قبل أن تطردهم ميليشيا أهل السنّة. وقال علي حسين من دوساماريب ل «رويترز»: «ارتفع عدد القتلى الآن إلى نحو 50 بينهم خمسة مدنيين. خطف الشباب أيضاً زعيماً محلياً يربطون بينه وبين (جماعة أهل السنّة)». وأضاف أنه أحصى 27 قتيلاً من حركة الشباب أمام مركز للشرطة وسبعة آخرين خارج المدينة. وشاهد ثمانية جثث لمقاتلين من أهل السنّة. وقال: «عدد القتلى قد يرتفع، إذ تقول تقارير إن المزيد من الجثث موجود تحت الأشجار على مشارف المدينة». وتجمّع سكان دوساماريب عند مركز للشرطة حيث نقلت شاحنة جثثاً من خارج المدينة يُعتقد أنها لمقاتلين من أعضاء «الشباب». وقال الشيخ عبدالعزيز أبو مصعب الناطق باسم العمليات العسكرية في حركة الشباب إن الحركة استولت على دوساماريب قبل أن تغادرها لأسباب تكتيكية عسكرية. وقال عبدي حسين القائد في أهل السنة إن جماعته استعادت السيطرة على دوساماريب بعدما قتلت عشرات من أعضاء «الشباب». وقال إن أربعة من جنوده قتلوا. في غضون ذلك، انفجرت سيارة ملغومة في قلب العاصمة الصومالية مقديشو أمس الأربعاء ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص. ووقع الانفجار في المنطقة الإدارية المزدحمة في مقديشو. ولم تعلن على الفور أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. لكن من المرجح أن تحوم الشبهات حول «حركة الشباب».