أن تناضل من أجل فكرة وتسعى لإحيائها في نفوس الناس كان الهدف الأسمى للشابة عبير أبوسليمان التي سعت بكل ما أوتيت من فكر وموهبة أن تسهم في تحسين صورة المنطقة التاريخية بمحافظة جدة لدى الأهالي، وإعادة هويتها في قلوب الجداويين بعد أن عانت كثيراً من هجر أهلها لها. وسارت بنت البلد عبير أبوسليمان كما يطلق عليها البعض، وحيدة بين أزقة «جدة التاريخية»، عندما لم يكن أحد يلتفت إليها، فحفظت جدران بيوتها، وواست رواشينها، وداوت شبابيك بيوتها، ورسمت الفرحة على دهاليزها و«برنداتها»، وحاولت عندما كانت بمفردها إقناع أهلها الذين هجروها بزيارتها مجدداً وجاهدت وصابرت وتفانت حتى بلغت مرادها ونالت لقب «عرابة المنطقة التاريخية». اليوم، وبفضل إيمانها وبرسالتها أصبحت تقود أفواجاً من أهالي مدينتها وسكانها الأصليين إلى جذورهم وبيوت أجدادهم، وإلى حواريهم بالمنطقة التاريخية، ما فعلته «عبير البلد»، باختصار أنها أعادت البسمة لرواشينها ولأزقتها ولحجرها المنقبي، بهذه العبارة كان يتحدث العضو المؤسس لمتحف مقعد جدة وأيامنا الحلوة منصور الزامل، عن الشابة عبير أبوسليمان. «قلب جدة»، هو الاسم الذي ولجت من خلاله أبوسليمان نافذة المنطقة التاريخية بجدة، ومن مسار شبكات الإعلام الاجتماعي، لتُعبر هي وزملاؤها ال32 متطوعاً ومتطوعة الذين آمنوا بفكرتها عن عشقها لتفاصيل هذه المنطقة. أكثر من شخصية تحدثت عن دور الشابة أبوسليمان في تحسين صورة المنطقة التاريخية، وإعادة هويتها في قلوب الجداويين، وتستطيع أن تخرج بقاسم مشترك بين تقاطعات أحاديثهم المختلفة، وهي أن بنت البلد أحيت في نفوس من حولها «تاريخية جدة»، التي عانت كثيراً من هجر أهلها لها، في حين أنها لم تيأس البتة وظلت تناضل من أجل أن تظل المنطقة التاريخية شعلة في حاضر جدة ومستقبلها. من عالم شبكات التواصل الاجتماعي حضرت مع زملائها، لتكون في الريادة وتحظى باهتمام الجهات المعنية بالمنطقة التاريخية، ليسند إلى مجموعتها أول عمل رسمي كلفوا به من إمارة منطقة مكةالمكرمة، إبان أول مهرجان لجدة التاريخية في يناير من العام الحالي. أبوسليمان أضحت من عشقها للمنطقة التاريخية نجمة بالنسبة لوسائل الإعلام المحلية، فبنقرة زر واحدة على محرك البحث بالإنترنت سيعرف الباحث ما فعلته عبير وزملاؤها من إحياء كبير للمنطقة التاريخية، فيما يصفها عدد من الإعلاميين ب «عرابة» المنطقة التاريخية، وآخرين يصفونها بأنها استطاعت أن تلفت أنظار مجتمعها بحراكها التطوعي الكبير في المنطقة التاريخية، ما جعلها متصدرة للمشهد المحلي، لأنها آمنت برسالتها وحبها للمنطقة التاريخية، كما أنها أخذت على عاتقها تعريف الزوار بجماليات جدة في حاضرها وماضيها، وأثبتت جدارتها فنالت تقدير هيئة السياحة والآثار.