افتتحت حرم صاحب السمو الملكي الأمير نوّاف بن عبدالعزيز سمو الأميرة جواهر بنت عبدالملك آل الشيخ بصالة بيت الفنانين التشكليين بجدة المعرض الثلاثي ( ذاكرة ومكان) للفنانين فائز ابوهريس وسعيد العلاوي واعتماد غراب, وقد تجولت الأميرة جواهر بنت عبد الملك في المعرض وأبدت إعجابها بما قدمه الفنانون بفرشاتهم والوانهم الجميلة الزاهية . وقد احتوى المعرض على 60 عملا فنيا بمقاس 20 × 20 سم مشغولة بألوان الاكريليك والكولاج واخرى بألوان الزيت.. وأوضح الفنان سعيد العلاوي عن مجمل من الرؤى الفنية تجاه المعرض قال فيها: جميل عندما تتفق الرؤى عند ثلاثة من الفنانين يجمعهم اللون والفرشاة راسمين لنا صورا معبرة عن ذاكرتهم أحداث وحياة الناس في مكان ما هذه الصور المختزلة في الذاكرة نمت صيغتها بعد طول انتظار امتد الى اثني عشر عاما فأطلقوا على اسم هذا المعرض ( ذاكرة ومكان ) اللوحات في مضامينها تحمل ذكريات مختزلة في ذاكرة الفنانين تعكس حياة الإنسان في ذلك الزمان الجميل من مكان يزهو بعبير وعبق التاريخ. ويضيف: التشكيلية (اعتماد غراب ) مازالت تختزل في ذاكرتها التي ترعرعت معها ذكريات مجالس أهل الحارة من كبار السن .. انهم أعيان أهل البلد في شارع غراب وبيت البوقري وبيت باعشن ومسجد عكاشه وتلك الابواب المزخرفة وكأنها سجادة من الصوف مطرزة بيد نسّاج ماهر وتلك الرموز والحروف العربية وقد نقشت على سطح اللوحات وكأنها ثوب عروس ازدانت به في ليلة عرس الفنانة اعتماد صالح غراب تنسج ذكريات بيت والدها ( يرحمه الله ) وكرسيه الكبير الذي يجلس عليه بعد العصر لقضاء وقت جميل مع جيرانه من اهل البلد في ركن البيت الذي كتب في ركنه ( شارع غراب ) الذي لا يتجاوز عرضه المترين ولكنها تراه كبيرا لأنه يتسع كل من يمر معه ليلقي التحية على الجالسين الذين يلعبون ( الدومنه ) ولعبة ( الشطرنج ) ولعبة ( الورقة ) من الالعاب التي ما زالت قائمة الى يومنا هذا . أما الفنان فائز ابو هريس يقدم مجموعة من الاعمال التي لا تبتعد عن عشقه للحرف العربي مطرزة بالموتيفات التراثية المختزلة في ذاكرته وقد نقشها وكأنه يقدم لوحة أقرب لفن الجرافيك لتأثره بالفنان العالمي ( مصطفى الحلاج ) يرحمه الله.. ويكمل الفنان سعيد العلاوي هذه المنظومة برسم جدران معشوقتي جدة ومشربياتها ونوافذها وابوابها وذكريات الاطفال عندما يسجّلون تاريخ حياتهم على تلك الجدران البيضاء كبياض قلوبهم وبأسلوبه المعروف عنه واعتبر جدة معشوقتي ومعشوقة كل من يحب رواشينها ومشربياتها الشامخة التي تتميز بالهندسة الديكورية الرائعة ولون الخشب العتيق . ورسمت تلك العتبات للأبواب وكأنني أطالب بأن نحافظ على هذه الموروثات لتبقى شامخة كشموخ هذه العتبات ولم أغفل عن القباب والمنارات التي تزدان بها مدينة جدة التاريخية ببنائها القديم.