نيقوسيا - ا ف ب - قد يكون النجم الدولي البرازيلي السابق رونالدو صاحب لقب «الظاهرة»، لكن يجب ان يطلق هذا اللقب على الارجنتيني ليونيل ميسي الذي اثبت انه فعلاً ظاهرة كروية بكل ما للكلمة من معنى، وذلك بسبب طريقة تسجيله للاهداف التي تتجاوز حدود الواقعية وحتى العالم الافتراضي والعاب ال«بلايستيشن» او «اكس بوكس»، ما يفعله ميسي يجعل البعض يشعرون ولو للحظة أنه غير حقيقي. اكد ميسي مجدداً انه لاعب من طراز الاساطير بعدما تمكن أول من أمس في ان يصبح افضل هداف في تاريخ ناديه برشلونة الاسباني بتفوقه بفارق هدفين (234 هدفاً) على الاسطورة سيزار رودريغيز، وذلك بعد ان سجل هدفه ال54 هذا الموسم في جميع المسابقات خلال اللقاء الذي فاز به بطل اوروبا على ضيفه غرناطة 5-3 في الدوري المحلي. وكان مركز برشلونة للتوثيق والدراسات وصحيفة «لافانغارديا» اعلنا عن تصحيح عدد الاهداف التي سجله سيزار رودريغيز مع النادي الكاتالوني على الصعيد الرسمي بين 1942 و1995 بتقليصه من 235 هدفاً الى 232، ما جعل ميسي بحاجة الى هدف وحيد لمعادلة هذا الرقم وقد نجح في ذلك بعدما سجل هدف فريقه الثاني في مباراة غرناطة ثم اضاف الهدفين الثالث والخامس للنادي الكاتالوني وهدفه ال34 في الدوري هذا الموسم، ليتصدر ترتيب الهدافين بفارق هدف عن نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو. صحيح ان عدد الاهداف هو الاساس في حسابات كرة القدم لانه يمنح الفريق النقاط او يحرمه منها، لكن ما يميز ميسي عن غيره من الهدافين هو طريقة تسجيله لهذه الاهداف وابرز دليل على ذلك الهدف الثاني الذي سجله امام غرناطة اذ قام بما اصبح يطلق عليه «ماركة ميسي المسجلة» إذ تمكن من وضع الكرة فوق الحارس البرازيلي جوليو سيزار بحركة فنية رائعة على رغم ان الاخير كان على بعد حوالى متر منه، وهو امر يصعب تحقيقه ليس في المباريات الحقيقية وبحسب بل حتى في العاب الفيديو. «انه الافضل على الاطلاق»، هذا ما قاله مدرب برشلونة غوسيب غوارديولا عن ميسي بعد ان دخل النجم الارجنتيني تاريخ ناديه وهو في ال24 فقط من عمره، معتبراً بأن لاعبه «الصغير» يستحق ان يكون في مصاف نجوم مثل اسطورة كرة السلة الاميركية وشيكاغو بولز سابقاً مايكل جوردان. واضاف غوارديولا، «كان هناك القلائل مثله (ميسي) في التاريخ من الذين هيمنوا على لعبتهم بهذه الطريقة. ميسي الافضل وهو يظهر ذلك كل ثلاثة ايام (من مباراة الى اخرى). اعتذر من الذين يسعون للجلوس على عرشه، لكن هذا الصبي هو الافضل. نأمل بأن نستمتع بلعبه للكثير من الاعوام المقبلة». ويأتي الانجاز الذي حققه بعد ايام معدودة على دخوله تاريخ مسابقة دوري ابطال اوروبا عندما اصبح اول لاعب يسجل خماسية في مباراة واحدة وكان ذلك امام باير ليفركوزن الالماني (7-1) في اياب الدور الثاني. ورفع ميسي بالثلاثية رصيده الى 153 هدفاً في الدوري الاسباني الذي بدأ مشواره فيه في تشرين الاول (اكتوبر) 2004 وسجل هدفه الاول فيه في الاول من ايار (مايو) 2005 امام الباسيتي حين اصبح اصغر هداف في تاريخ النادي الكاتالوني (17 عاماً و10 اشهر و7 ايام) قبل ان يتفوق عليه بويان كركيتش في تشرين الاول (اكتوبر) 2007 (17 عاماً و50 يوماً)، اضافة الى 49 هدفاً في دوري ابطال اوروبا، و19 في مسابقة الكأس المحلية و8 في كأس السوبر الاسبانية و1 في كأس السوبر الاوروبية و4 في كأس العالم للاندية. ويبقى اتلتيكو مدريد الضحية الافضل بالنسبة إلى ميسي اذ تمكن المهاجم الارجنتيني من تسجيل 18 هدفاً في مرمى هذا الفريق، مقابل 14 هدفاً في مرمى اشبيلية و13 امام الغريم التقليدي ريال مدريد و12 امام راسينغ سانتاندر. ونجح ميسي في تحطيم رقمه الشخصي من حيث عدد الاهداف المسجلة في موسم واحد، اذ رفع رصيده الى 54 هدفاً ليتفوق بفارق هدف عن مجموع الاهداف التي سجلها خلال الموسم الماضي بأكمله، بينها ثماني ثلاثيات «هاتريك» (من ضمنها رباعيته في مرمى فالنسيا وخماسيته في مرمى ليفركوزن). «انه لفخر لي ان اكون من جيله»، هذا ما قاله المدافع جيرار بيكيه عن زمليه ميسي، مضيفاً «اعتقد انه افضل لاعب في تاريخ هذه الرياضة. كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لالعب في معه. اعتبر هذا الامر امتيازاً. لا يهم اين يلعب، اذا كان الطقس بارداً او حاراً، فهو يثبت دائماً انه الافضل». اما الحارس فيكتور فالديس فقال بدوره: «ميسي سيشكل عنوان حقبة من الزمن. سيكون الافضل في التاريخ»، فيما قال زميله الشاب كريستيان تيلو «ميسي على ارضية الملعب مثل ميسي خارجها: شاب بسيط وودود جداً مع زملائه». وبدوره قال الشاب الاخر اسحاق كوينسا: «ليو ميسي مذهل. انه الافضل في العالم ويثبت هذا الامر من يوم الى اخر. بالنسبة إلي انه الافضل في التاريخ. ستمر الكثير من الاعوام قبل ان نرى لاعباً اخر يقوم بأمور مماثلة لما يقوم به ميسي. يجب ان نستمتع به وبلعبه».