رحم الله امرئ عرف قدر نفسه... يا منتخبنا لا يزال يتملكني الحزن كلما تذكرت مباراة منتخبنا الوطني أمام استراليا والتي تابعها الجميع حتى الدقيقه الثامنه والسبعين ,,,حيث اننا في تلك الدقيقه فقدنا بصيص أمل التأهل بعد ان كانت جل زمام الأمور تحت سيطرتنا(فيما يتعلّق في المباراه),,, أما ما تبقى من الدقائق وبعد الهدف الاسترالي الرابع فقد كنت افكر بألم عميق عن سبب خروجنا المبكر ومن اضيق الأبواب , وفي لحظه وضعت بها نفسي مكان المنقذ , سألت نفسي لماذا تدهورت اوضاع كرتنا من بعد عز!! لم القي بالإتهام على المدرب ريكارد , فرغم غرابة بعض تبديلاته , الا ان الشكل الفني لمنتخبنا مع ريكارد كان أحسن بكثير ممن سبقوه. الجهاز الاداري ايضا كان على مستوى عالي من الاستعداد ووكذلك التهيئه النفسيه للاعبين كانت على مستوى الحدث. اللاعبون كذلك بذلوا من المجهود ما يشفع لهم بالخروج مهزومين اربعه( ليس اكثر) , وهذا شيئ جدير بالشكر , لأن المسأله ليست عطاء داخل الملعب فحسب , بل هي أكبر من ذلك بكثير. يجب ان نكون واقعيين في ردة الفعل تجاه الخساره امام استراليا , فقبل ان نرفع سقف أمانينا , وقبل ان نرفع شعارات التحدي ,, يجب ان نعرف حجمنا الحقيقي مقارنتا بالمنافسين , ورحم الله امرئِ عرف قدر نفسه. نحن كنا اقل حجما من عمان وتايلاند , فلماذا نقارن انفسنابالاستراليين ,ثم إن علينا ان نتغلب على منافسينا الحقيقيين ثم (نطمح ) بمجاراة مثل استراليا. استراليا وفي التصنيف الدولي الأخير تحتل المركز الحادي والعشرين عالميا , بينما نحن في المركز التاسع والثمانين. المنتخب الاسترالي يضم كوكبه كبيره من من محترفي الدوريات الأوربيه على رأسهم المخضرم المبدع (كي ويل ), بينما نحن ليس لدينا اي محترف في الخارج , محترفنا الوحيد دخل ارضية الملعب محملا ببشاره سعيده جدا للخصم !!! نحن الجمهور نحترق ونصل الى اعلى درجات الانفعال مع كل لمسه سعوديه داخل الملعب , ولاعبونا يهترؤون بين كل دقيقه وأخرى وكأن لسان حالهم يقول ( مباراة هم ,,وانزاحت ) بغض النظر عن النتيجه , فخلفهم ملايين يداعبونها في الأنديه , وشهره تلاحقهم حتى في مضاجهم , ودوري ليس يجمعه بالقوه والإثاره الا الإعلام فقط لاغير. لاعبونا يقيمون معسكرات داخليه في ملاعبنا المحليه التي لا تصل بأي حال من الأحوال الى مستوى الملاعب والمنشآت الدوليه, ما جعلنا نشاهدهم يتساقطون على ارضية ملعب مالبورن بشكل مخجل , ولعل في تعامل حسن معاذ مع كرة الهدف الثالث أكبر مثال , حسن معاذ بدلا من ان ينبرش امام اللاعب الاسترالي ليستخلص الكره , وقع على وجهه عائما في ارضية الملعب وكأنه يعوم في مسطح مائي لا ملعب كرة قدم. اللاعب الاسترالي يمارس الاحتراف الحقيقي في اوروبا , ويعتبر كرة القدم عملا ومهنه وليست مجرد لعبه فقط , لذلك تجده يحترق في ارضية الملعب حتى يظهر بأفضل صوره ممكنه, بينما لاعبونا لا علاقه لهم بالاحتراف لا من قريب ولا من بعيد , ولم يحترف منهم الا جيوبهم وحساباتهم. كثير من انديتنا لاسيما اندية المقدمه يتخذها القائمون عليها منصه للشهره , وزاويه لتصفية الحسابات. كل ما سبق هو مفارقات يجب على المتابع ان ينظر لها بعين الإعتبار, وان يضع سقف أحلامه وتمنياته بناءا على ما توفر لديه من معطيات , حتى لا يتعرض في النهايه لصدمة النتيجه الواقعيه. المنتخب الاسترالي يتفوق على منتخبنا بكل شيئ وبفوارق كبيره جدا , اذا لماذا نتخيّل بأن فريقنا قادر على احداث ما لا يمكن حدوثه في اطار المنطق. المشاكل التي اوصلتنا الى هذا الحال الذي يثير الشفقه ويورث الذل ويقهر الحماسه , هي مشاكل كثيره ابتداءا من الاهتمام بالنشئ , مرورا بالمنشآت الرياضيه وجدولة الاستحقاقات وحتى بناء اللاعب المحترف ثقافيا قبل ان يحترف حسابيا. كل هذه المشاكل وغيرها تحتاج الى دراسات جذريه وبناء خطط من الآن تطبق على فئة الناشئين والأشبال من مواهب الكره حتى نبني جيل محترف من الآن. لكن هناك حلول مؤقته يمكن لها ان تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل السقوط الكبير, نحن الى الآن لانزال ننافس تايلاند وعمان , واخشى ان ننهار لما دون هذا المستوى. أعتقد ومن وجهة نظر متابع هناك امور يجب البت فيها من الآن ولعل من أهمها: تقليص عدد المحترفين الأجانب في الدوري , وذلك ن شأنه تقليص نسبة المقالب في الملاعب , والقضاء على مشكلة العقم الهجومي للمنتخب .( كيف نعتبر مهاجمينا مهاجمين وهم لو يسجلوا الا هدف واحد طوال المباريات الست الأخيره؟) وضع سقف علوي أعلاه عشرة ملايين ريال كقيمه سوقيه لخدمات اللاعب السعودي. الزام كل شركات الرعايه المتعهده برعاية كل ما يتعلق بالدوري بستليم مستحقات الأنديه مع بداية كل موسم رياضي , حتى تكون قادره على استقطاب المواهب الوطنيه وتهيئة الأجواء لهم , ما يغريهم للاستمرار في جلباب الانديه ويمكنهم من صقل مواهبهم. الإبقاء على المدرب الحالي أمر ضروري جدا , حتى يحصل على الفتره الكافيه لاثبات ما يريد اثباته , حيث ان مشكلة منتخبنا الفنيه مع المدربين لم تكن وليدة اللحظه , بل هي متجذره منذ اقالة ناصر الجوهر في التصفيات المؤهله لكأس العالم 2010... كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية