فقد الاخضر فرصة مواصلة مشواره في التأهل الى كأس العالم في جنوب افريقيا وسيغيب لأول مرة عن المونديال منذ ستة عشر عاما، محدثا صدمة كبيرة في الشارع السعودي الذي كان يتمنى ان يكون منتخب بلاده حاضرا في اكبر تظاهرة لكأس العالم. فصول الخروج المر بدأت مبكرا ومنذ اول مباراة في التصفيات حينما فرط في أول فوز له على الرغم انه يلعب على ارضه وبين جماهيره وكان متقدماً على المنتخب الايراني حتى الدقائق الاخيرة من المباراة. ووضح في تلك المباراة ان الاخضر بحاجة الى عمل كبير من حيث الترابط والانسجام واللياقة والاسلوب، لكن كل ذلك لم يحدث، وغطى الفوز الهزيل على الامارات في ابوظبي على كل تلك العيوب، وكانت الكارثة بتلقي خسارة ثقيلة وموجعة من المنتخب الكوري الجنوبي في الرياض، ليضيع الاخضر خمسة نقاط من ملعبه كانت كفيلة بتغيير موقفه في المجموعة. وذهب بعد ذلك الى كوريا الشمالية بعد ان رضخ الجوهر لمطالب الاعلام واعاد محمد نور، والنتيجة كانت خسارة جديدة من فريق لا يمتلك ربع ما يمتلكه الاخضر من لاعبين ومواهب وامكانات فنية ومادية. تحرك سريع لعل وعسى التحرك الذي كان باستبدال المدرب ناصر الجوهر بالمدرب البرتغالي العاطل بيسيرو جاء بعد ان فقد الاخضر في مرحلة الذهاب 8 نقاط، صعبت المهمة واصبحت التصفيات اكثر تعقديا وحلم المونديال بدأ يتسرب من جماهير الوطن. وجاء الفوز في ملعب الحرية في طهران وفي حضور 100 متفرج والرئيس نجاد ليعيد الآمال من جديد، ثم تكرر الانتصار على الامارات في الرياض بطلوع الروح، وفي المباراتين جاء الفوز في الدقيقة الأخيرة عبر رأسيتين الاولى من اسامة المولد والثانية من نايف هزازي. ومن جديد تسببت الانتصارات في اخفاء العيوب، ونسيان الاخطاء. نسينا ان الاهداف جاءت من كرات عرضية احداها ركنية والاخرى بخروج خاطئ من الحارس الاماراتي، وان المنتخب فشل في تهديد مرمى الخصوم طوال التسعين دقيقة، وان خطوط الاخضر متباعدة ولا يوجد ترابط بين الوسط والهجوم وان التشكيلة تفتقد لعناصر اكثر فعالية. نسينا ان بيسيرو ارتكب العديد من الاخطاء في هاتين المباراتين، في التشكيل وفي توظيف اللاعبين، وحتى في التكتيك والاسلوب فقد انعدم التكتيك ولم يكن الاخضر يلعب بأسلوب واضح وما كان فقط مجرد اجتهاد من اللاعبين. خوف المدرب يحرمنا التأهل كانت امام الاخضر مباراتان وبمجموع ثلاث نقاط منها يصل لجنوب افريقيا بدون اي حسابات او الدخول في الملحق، وفي المباراة الاولى في كوريا الجنوبية لعب بيسيرو بطريقة دفاعية بحتة وغاب الهجوم تماما في الوقت الذي كان المنتخب الكوري الجنوبي يتوقع ان يلقى هجوما سعوديا رفضه بيسيرو الذي اصر على ان يكون الحسم في الرياض. ومن جديد فشل بيسيرو في التعاطي مع الخصم وفشل في التشكيل المناسب ولعب بطريقة متحفظة وكان اداء الاخضر وكأنه هو من يبحث عن التعادل وليس ابناء بيونج يانج. ومع مرور الوقت كان يفاجئنا بسيرو بتغييراته الغريبة والعجيبة ثم مع تحركاته المصطنعة التي اثرت سلباً على اللاعبين، وافقدتهم تركيزهم. (حكاية الملحق العجيبة) دخل الأخضر الملحق وهو يفكر في جنوب افريقيا وليس البحرين اولاً ونيوزيلاندا ثانياً. الاستعداد كان في صلالة العمانية ولعب مباراة أمام عمان في الوقت الذي كان المنتخب البحريني يعكسر في النمسا ويلعب مع انتر ميلان بطل الدوري الايطالي في آخر ثلاثة مواسم.وقبيل المباراة بأسبوع لعب منتخبنا امام ماليزيا المتواضع، في نفس الوقت كان منتخب البحرين يواجه كينيا ثم منتخب ايران ويتفوق عليهما بهدفين واربعة على التوالي ليعلن قدومه القوي في الملحق، فيما بيسيرو لازال يجرب أمام ماليزيا ويلعب كل شوط بتشكيلة مختلفة تماما. وفي مباراة الذهاب واصل بسيرو خوفه وجبنه في المباريات ولعب بتحفظ واقفال المنطقة الخلفية بسبعة لاعبين، اربعة دفاع يتقدمهم ثلاثة محاور !! فأي فريق يلعب بثلاثة محاور، وكيف نريد الفوز مع هذا المدرب وبهذه الطريقة؟! أما في مباراة الرياض الأخيرة، فشاهدنا كيف فشل بيسيرو أمام فكر العجوز ماتشالا، وكيف فشل بسيرو في تطبيق نهج للاخضر لهذه المباراة الحاسمة، بدليل غياب الهجمات طوال الشوط الثاني وصعوبة نباء هجمة واحدة على الأقل. حتى بعد هدف التقدم من رأس المنتشري الذي تقدم للامام لعل وعسى لم يكلف بيسيرو نفسه ويطلب من اللاعبين قتل الوقت او الادعاء بالاصابة. وظل متفرجاً حتى جاء الهدف القاتل. (لاعبون فاقدون للروح) عانى الاخضر في مشوار التصفيات من غياب الروح لدى معظم لاعبيه، خصوصا من لاعبي الخبرة وممن كان الجمهور السعودي يعول عليهم كثيراً، وباستثناء مباراة ايران في طهران لم يكن هنالك روح حقيقية ولاحماس في اي مباراة من المباريات المتبقية. كما ان الاصرار على لاعبين لم يقدموا أي عطاء خلال التصفيات كان مثيراً للاستغراب، فلاعب مثل ياسر القحطاني غاب تماما في هذه التصفيات، ومع ذلك ظل اساسياً في كل المباريات، حتى مع اعتراف الجميع بتراجع مستواه وهبوط أدائه كان يلعب اساسياً والكل متحرك حوله وهو ثابت بدون تغيير حتى. إدارة المنتخب الخسارة في هذه التصفيات يتحملها الجميع، لكن الاعتراف بالخطاء هو اول مراحل التصحيح. فإدارة المنتخب اخطاءت بإصرارها على ناصر الجوهر منذ البداية، واخطأت في التعاقد مع مدرب عاطل ولايحمل اي تاريخ في المجال التدريبي. واخطاءت في عدم محاسبتها لبيسيرو بعد ان وضحت اخطاؤه وتكررت في المباريات. اخطأت وهي تشاهد بيسيرو يدخل مباراة البحرين في الرياض بدون لاعبين وسط ايسر رغم وجود ثلاثة لاعبين يتمناهم اي مدرب هم عبد الرحمن القحطاني والشلهوب وأبوشقير. اخطأت كما أخطأ اللاعبون وضاع الحلم، وعلينا الانتظار لخمس سنوات قادمة، ولا عزاء لجماهير الوطن.