دعا السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين مجلس الأمن إلى اعتماد قرار متوازن في شأن سورية، فيما اتهم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد قوى إقليمية ودولية بتشجع العنف. واستقبل السفير الروسي أمس في مقر السفارة وفداً من «حزب الله» برئاسة رعد الذي قال: «أتينا لتقديم التهنئة باسم قيادة حزب الله بفوز الرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية في روسيا، ولنؤكد تقديرنا للدور السياسي المتوازن الذي تؤديه روسيا في هذه الفترة، وخصوصاً تجاه الأزمات التي تعصف بالمنطقة». واعتبر ان «الموقف الروسي ينطلق من قاعدة أن تحقيق الاستقرار في سورية ينبغي أن يكون على قاعدة حل سياسي ينهض به حوار بين النظام والمعارضة، ولكن للأسف هناك قوى إقليمية ودولية لا تزال تدعم المسلحين وتمولهم وتشجع على العنف ضد المدنيين في سورية، فضلاً عن النظام، وإذا كان النظام في سورية يمثل مرجعية يستطيع الموقف الدولي أن يتعامل معها، فمن هي مرجعية المسلحين التي تزرع الإرهاب والعنف وتقتل المدنيين عشوائياً وترسل السيارات المفخخة من أجل أن تجهض المهمات التي يقوم بها كوفي أنان أو الجهود التي تبذلها روسيا وأصدقاء الاستقرار في المنطقة؟». ورأى ان «التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هو عادة ممجوجة، والمطلوب أن نكون على وعي وحذر من هذه السياسات التي تتدخل في شؤوننا». بدوره، قال زاسبكين ان «روسيا ستواصل النهج المستقل على الصعيدين العالمي والإقليمي الذي تمارسه منذ مجيء الرئيس بوتين للمرة الأولى رئيساً، والآن أمامنا هذه الهموم الأساسية لإيجاد الحلول السياسية للنزاعات الإقليمية والداخلية، ويهدف النهج الروسي إلى إيجاد تعددية وتوازنات على الصعيد الدولي». وقال: «عندما تفشل الجهود السياسية في شأن سورية يأتي دائماً العنف والتطرف، وكسياسيين وديبلوماسيين نقول إنه يجب أن نعمل يومياً لتحقيق الأهداف السياسية». وعن العلاقة مع «حزب الله»، أجاب: «نسعى إلى التواصل مع أوسع عدد من الشركاء في المنطقة، بما في ذلك الدول والقوى السياسية الأساسية، لذلك من الطبيعي أن يحصل هذا التواصل والتشاور مع حزب الله، والزيارات أمر طبيعي ويمكن أن تحصل في المستقبل». وعن علاقة روسيا بالنائب وليد جنبلاط، أجاب: «علاقاتنا منذ زمن، وخلال كل المراحل كنا نتبادل الآراء، بغض النظر عن أن هناك خلافات في وجهات النظر في أمور عدة، ونحن يمكن أن نتحدث مع أطراف عدة في المنطقة، وهناك أشياء نتفق عليها وأخرى نتباين حولها». وعما إذا كان هناك تغيير في الموقف الروسي من النظام السوري أجاب: «لا، نحن كنا منذ البداية نشير إلى أهمية الإسراع في الإصلاحات، ومن الممكن أن نعود إلى المحادثة الأولى بين الرئيس ميدفيديف والرئيس الأسد، وإصرار الجانب الروسي على ضرورة الإصلاح بسرعة في سورية، ولا يزال هذا الموقف هو نفسه، والأمر الثاني أن هناك مبالغات في تصرفات السلطات، ونحن نشير إلى ذلك دائماً، وفي الوقت نفسه نشير إلى المجموعات المسلحة. انطلاقاً من هذا، ندعو في مجلس الأمن إلى اتخاذ القرار المتوازن بالنسبة إلى الطرفين، وندعو الطرفين إلى وقف العنف».