لندن - رويترز - قالت "منظمة العفو الدولية" أن "حلف شمال الاطلسي لم يحقق بشكل مناسب في وفيات المدنيين التي نجمت عن غارات جوية شنتها طائراته أو يدفع تعويضات عنها". وقالت "دوناتيلا روفيرا"، كبيرة مستشاري الأزمات في المنظمة، أن "مسؤولو حلف شمال الأطلسي قد أكدوا مراراً إلتزامهم بحماية المدنيين، إلا أن عشرات الليبيين غير المشاركين في الصراع قتلوا أو أصيبوا خلال الغارات الجوية التي شنتها طائرات الحلف لكن لم يتم التحقيق بشكل مناسب في الأمر". وأضافت "لا يمكنهم الآن تجاهل موت عشرات المدنيين بإصدار بعض بيانات الأسف المبهمة دون تحقيق مناسب في هذه الحوادث المميتة، وأن التحقيقات يجب أن تكشف ما إذا كانت الخسائر في أرواح المدنيين نجمت عن أي إنتهاك للقانون الدولي وفي حالة حدوث ذلك يجب تقديم المسؤولين للعدالة". وإتفقت منظمة العفو أيضاً على أن "حلف الأطلسي بذل جهداً كبيراً لتقليص مخاطر وقوع خسائر بشرية بين المدنيين من خلال إستخدام قنابل ذكية فائقة الدقة والتحذير من وقوع غارات قبل وقوعها". لكنها عادت وأكدت أن "هذا لا يعفي الحلف الغربي من التحقيق في كل الوفيات او دفع تعويضات للضحايا أو أسر القتلى". ووثقت منظمة العفو 55 حالة لمدنيين بينهم 16 طفلاً و14 امرأة قتلوا في غارات جوية في "طرابلس" و"زليتن" و"ماجر" و"سرت" و"البريقة"، ومعظمها في منازل خاصة دون أن يكون هناك أي أدلة على وجود هدف عسكري. وقالت المنظمة إن "من بين هؤلاء 34 شخصاً بينهم ثمانية أطفال قتلوا في ثلاثة هجمات منفصلة على منزلين في "ماجر" دون تفسير لسبب إستهدافهما". وقال ناجون وأقارب ضحايا أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهم أن "حلف الأطلسي لم يتصل بهم على الاطلاق". وخلص محققو "مجلس حقوق الإنسان" التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر إلى أن "عمليات حلف الأطلسي أوقعت قتلى مدنيين وإن كان قد اتخذ إحتياطات شديدة لعدم سقوط قتلى بين المدنيين". وفي أحدث رد فعل لحلف شمال الاطلسي على "منظمة العفو الدولية" قال أنه "يأسف بشدة لأي ضرر تسببت فيه هجماته الجوية". لكنه قال أنه "لم يعد لديه أي تفويض للقيام بأي أنشطة في ليبيا". وأشار الحلف في بيان إلى أن "لجنة التحقيق الدولية بشأن ليبيا التي أجازتها الأممالمتحدة توصلت إلى أن الحلف قام بحملة بالغة الدقة مع إصرار واضح على تجنب الإصابات في صفوف المدنيين". وقالت المتحدثة بإسمه "وانا لونجيسكو" أن "بحث حلف شمال الأطلسي كل زعم جدير بالثقة قدم إليه بشأن الحاق ضرر بمدنيين وسيواصل عمل ذلك". وأضافت "يشمل هذا تقييم كل سجلات الحلف بدءً من إختيار الهدف وحتى أي معلومات أخرى تم جمعها في أعقاب الغارة، أكدت عملية المراجعة هذه أن الأهداف المحددة التي ضربها حلف الاطسي كانت أهدافا عسكرية مشروعة". وتابع البيان "فيما يتعلق باقتراح ان يقوم الحلف بمزيد من التحقيق تجدر الاشارة الى ان حلف الاطلسي لم يكن له مراقبون على الارض خلال العملية ولم يحصل على تفويض للقيام بأنشطة في ليبيا في اعقاب انتهاء عملياتنا". وقبل نحو أسبوعين إنتقدت روسيا محققي الأممالمتحدة لتقاعسهم عن القيام بتحقيقات وافية في وفيات مدنيين بسبب هجمات الحلف أثناء الانتفاضة العام الماضي وقالت أن "أطفالاً وصحفيين قد قتلوا". وأضافت على لسان أحد دبلوماسييها في جنيف أنه "وخلال حملة الأطلسي على ليبيا حدثت إنتهاكات كثيرة لمعيار القانون الدولي وحقوق الإنسان من بينها الحق الأهم وهو الحق في الحياة، والحملة كان يجب ان تقتصر على حماية المدنيين وليس المساعدة في الإطاحة بالقذافي". وكان الحلف قد شن حملة جوية إستمرت سبعة أشهر ساعدت المعارضة الليبية على الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي. وقد بدأت مهمته بتفويض من الأممالمتحدة في آذار (مارس) من العام الماضي بهدف حماية المدنيين من هجمات قوات القذافي. ونفذت قوات حلف الاطلسي نحو 26 ألف طلعة جوية منها نحو 9600 طلعة قصف ودمرت 5900 هدف قبل إنهاء العمليات في 31 تشرين الاول (اكتوبر).