بروكسل - أ ف ب - منحت الشبكة الوثائقية الأوروبية جائزتها هذا العام إلى منظمي وفريق عمل مهرجان «دوكس بوكس» السوري للأفلام التسجيلية، تكريماً ل «شجاعتهم» في إقامة مهرجان في ظروف «تبدو قريبة من المستحيل»، على ما أعلنت رئيسة الشبكة، وذلك خلال حفلة توزيع الجوائز في مدينة سالونيك اليونانية. والجائزة سبق أن حصلت عليها المؤسسة الإيرانية لمخرجي الأفلام الوثائقية قبل عامين. وقالت مديرة الشبكة هانا سكيوت: «اخترنا توسيع التركيز الجغرافي لجائزتنا... نريد تكريم الناس الشجعان ذوي الرؤية النبيلة وقوة الإرادة». وأفادت الشبكة، التي تتخذ من كوبنهاغن مقراً لها، أنها تكرم هذا العام مؤسسي مهرجان «دوكس بوكس» السوري، المخرجين عروة نيربية وديانا جيرودي، إضافة إلى فريق عمل المهرجان الذي انطلق عام 2008 وصار، على حداثة عهده، «أحد أهم مهرجانات الفيلم الوثائقي عربياً». وقال نيربية بعد تسلّمه الجائزة: «عرفنا أن الأمر سيكون صعباً، فالمهرجان كناية عن عمل قاس وخوف وحتى أزمة عصبية»، لافتاً إلى «وصفة بسيطة» عوّل عليها المهرجان ألا وهي «أن يكون لدينا أصدقاء جيدون». وذكر نيربية المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي الذي اعتبره «الأب الروحي» للمهرجان، وكان أميرلاي توفي العام الماضي قبيل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سورية. وكان المفترض أن تقام الدورة الخامسة من مهرجان «دوكس بوكس» هذا العام، بين 7 و15 آذار (مارس)، لكن منظميه أعلنوا احتجابه «احتجاجاً على انتهاك حقوق المدنيين في سورية». لكنهم نظموا في يوم ختامه المفترض، والذي تزامن مع الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، عروض أفلام وثائقية لمجموعة من أبرز المخرجين السوريين في 38 مدينة حول العالم. يُذكر أن الشبكة الوثائقية الأوروبية تضم أكثر من ألف عضو من أكثر من 60 دولة، وفيها منتجون ومخرجون وموزعو أفلام وثائقية وغيرهم من المحترفين في هذا المجال الذي يحاول أن يميز نفسه عن الأفلام الوثائقية التقريرية باستخدام لغة سينمائية خاصة.