خيمت حال من الذعر والهلع على العاصمة الليبية بعد تصاعد القصف المتبادل في إطار الصراع المستمر منذ أكثر من أسبوع للسيطرة على المطار. وكادت إصابة خزان لمادة الديزل قرب المطار بصاروخ أن تتسبب بكارثة في الأحياء السكنية المجاورة، لولا نجاح المسؤولين عن مستودع النفط في استدراكها. (للمزيد) وتراجعت الحركة في طرابلس، التي لم يبق فيها إلا سكانها الأصليون، بعدما فضل كثيرون من الآتين من مناطق أخرى الانتقال الى مسقط رأسهم خارجها، فيما سجلت حركة نزوح للفارين من مناطق الاشتباكات الى أماكن أكثر أماناً داخل المدينة. وأكد مسؤولون تعرض أكثر من مئة منزل في مناطق الاشتباكات للسرقة من جانب عصابات استغلت نزوح سكانها منها. وفي ظل انسداد أفق الأزمة، توجهت الأنظار إلى مجلس النواب الليبي المنتخب الذي ينتظر أن يفتتح جلساته في بنغازي، على أمل إيجاد حل سياسي بين الأطراف المتصارعة، على رغم محاولات وذرائع مختلفة لعرقلة ذلك، سواء من جانب أطراف امتنعت عن المشاركة في الانتخابات أو ممن يوقدون نار الحرب، أو من يشترطون وقف القتال في بنغازي قبل انعقاد المجلس الجديد. ويبذل نواب سابقون ومنتخبون حديثاً مساعي لتجاهل قرار نوري بوسهمين رئيس «المؤتمر الوطني العام» (البرلمان المنتهية ولايته) الذي حدد 4 آب (أغسطس) المقبل، موعداً لمراسم التسليم والتسلم بين المجلسين، الأمر الذي رأوا فيه مماطلة لا مبرر لها من خلال التمسك بالشكليات. وأكد ل «الحياة» النائب عبد الرحمن الشاطر أن مساعي تبذل لإصدار قرار «يتيح لمجلس النواب الجديد عقد جلسته الافتتاحية في مدينة بنغازي بمعزل عن المراسم والاكتفاء بحضور ممثلي ديوان رئاسة المؤتمر الجلسة، وذلك لتفادي عرقلة هذا الاستحقاق المهم»، خصوصاً مع استمرار الاشتباكات في طرابلس وبنغازي وإغلاق مطارات البلاد. وأبلغت «الحياة» مصادر في «المؤتمر»، أن مدير ديوان الرئاسة فيه عبد الله المصري وعدد من العاملين معه «موجودون في بنغازي منذ أيام، للإعداد لمراسم نقل السلطة وتجهيز مقر البرلمان الجديد في فندق تيبستي». وينتظرون قراراً من رئاسة «المؤتمر» بتجاوز المراسم والشكليات، والتجاوب مع رغبة الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان المنتخب، في بدء جلساته في أقرب وقت، للعمل على إنقاد البلاد». وقال ل «الحياة» يونس فنوش النائب المنتخب عن بنغازي: «لدينا رأي قانوني في الموضوع مفاده إنه إذا لم يعلن رئيس المؤتمر موعداً لانعقاد المجلس في مهلة أقصاها أسبوعان من تاريخ صدور النتائج النهائية، فإن المجلس ينعقد تلقائياً ونحن مصممون على المضي قدماً». وأضاف: «لن نترك لهم فرصة للتلاعب بمصير الوطن»، في تلميح إلى أن الإسلاميين الذين هيمنوا على «المؤتمر» السابق، يحاولون عرقلة انعقاد المجلس الجديد في انتظار فرض أمر واقع على الأرض بالوسائل العسكرية. لكن النائب المنتخب علي التكبالي أشار إلى وجود توجه للتجاوب مع قرار رئيس «المؤتمر» تأجيل عملية تسليم السلطة الاشتراعية الى ما بعد عطلة العيد (الأسبوع المقبل)، وذلك «لئلا يتسم اجتماعنا الأول بخرق للدستور، ويترك مجالاً للتشكيك في نوايا النواب الجدد واتهامهم بالتورط في الصراعات» على الساحة الليبية. ويضم البرلمان الجديد 200 مقعد ظلت 12 منها شاغرة، إما لامتناع الأمازيغ عن المشاركة في الانتخابات أو لتعذر إجرائها في مناطق شهدت توترات أمنية أو خارجة عن سيطرة الدولة، مثل مدينة درنة التي يحتلها «أنصار الشريعة».