تواصل القصف الاسرائيلي الكثيف على كل مناطق قطاع غزة امس، وارتكب الجيش مذبحة جديدة في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما اعترف بإلقاء 120 قنبلة، زنة الواحدة منها طن واحد، على حيي الشجاعية والتفاح، في وقت استمر الحراك الدولي والاقليمي من أجل التوصل الى تهدئة شاملة وانهاء العدوان على قطاع لليوم السادس عشر على التوالي. وأعلن رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار انتصار المقاومة على اسرائيل، داعياً الى «استثمار النصر الذي حققته المقاومة في شكل سياسي». وشدد في بيانٍ أمس على أن «يكون استثمار النصر ضمن برنامج مقاوم يقدم البديل عن مسار أوسلو الذي وصل الى طريق مسدود». وشدد على أن التهدئة مع إسرائيل «لن تُعطى مجاناً، ومن يريدها عليه أن يدفع استحقاقاتها». وجاءت تصريحات الزهار بعد ساعات على خطاب الرئيس محمود عباس الذي تبنى شروط المقاومة للتهدئة، وزاد عليها شرط اطلاق الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وكذلك بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي وصفها بأنها «مطالب الشعب الفلسطيني كله». ورحبت «حماس» ببيان اللجنة وتبنيه شروط المقاومة، «ما يساهم في توحيد الموقف الفلسطيني، ويقطع الطريق أمام بعض المحاولات الإقليمية والدولية المراهنة على تقسيم الموقف الفلسطيني». من جهته، اعتبر القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش أن لغة خطاب عباس «لغة جديدة تنسجم مع هذه اللحظات التي يتعرض فيها قطاع غزة الى عدوان همجي يقدم فيها شعبنا التضحيات الجسام». ودعا عباس إلى «استكمال الخطوات الضرورية لتعزيز الوحده بعقد جلسة عاجلة للاطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية ودعم وصمود المقاومة». كما رحبت الفصائل بالخطاب والبيان اللذين لقيا تأييداً واسعاً في الشارع «الغزي». في غضون ذلك، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيده في القطاع بعد تعرضها الى القصف الاسرائيلي فجر أمس، ما ينذر بقطع التيار عن القطاع نحو 20 ساعة يومياً. وقال المدير العام التنفيذي لشركة كهرباء فلسطين المالكة للمحطة وليد سلمان إن الشركة «وجهت (في وقت سابق) مناشدات عاجله لكل المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية للتدخل من اجل عدم استهداف المحطة وتحييدها باعتبارها مشروعاً وطنياً يمس حياة المواطنين، وان توقفها سيؤدي الى كارثة انسانية مجهولة العواقب». بدورها، نددت «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا) بقصف قوات الاحتلال إحدى مدارسها في مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع كانت تأوي المئات من النازحين بسبب العدوان. وأوضحت في بيان أمس أن استهداف المدرسة التي لجأ إليها نحو 300 نازح الاثنين والثلثاء الماضيين «بواسطة ذخيرة متفجرة أطلقتها القوات الإسرائيلية وأدت إلى إصابة أحد النازحين من الأطفال». واعتبر المفوض العام ل»اونروا» بيير كريهنبول أن «هذا الحادث يُعد انتهاكاً خطيراً لمنشآت الأممالمتحدة، وقد تكون له تبعات بعيدة المدى على الصعيد الإنساني». ميدانياً، ارتكبت قوات الاحتلال مزيداً من المجازر الجديدة في بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وجباليا شماله. وندد الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بالمذبحة، ووصفها بأنها «جريمة حرب بشعة»، مشدداً على أنها «لن تفلح في كسر إرادة شعبنا والاحتلال سيدفع الثمن». وتمكنت الطواقم الطبية بعد ظهر أمس من انتشال جثث 14 فلسطينياً استشهدوا نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي على البلدة. وقال شهود إن هناك جثثاً داخل منازل البلدة وشوارعها، فيما لا تزال عشرات العائلات محاصرة بفعل هذا القصف المتواصل. كما تواصل القصف الاسرائيلي الكثيف على مدار الساعة في كل أنحاء القطاع من رفح جنوباً الى بيت حانون شمالاً، ما أسفر عن استشهداء نحو 45 فلسطينياً حتى مساء أمس. ومن بين الشهداء قياديان في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» هما حسن أبو هين (70 سنة) والد رئيس تحرير وكالة «صفا» المحلية للانباء الزميل ياسر أبو هين، وحفيداه الصحافي في فضائية «الكتاب» المحلية عبد الرحمن (26 سنة)، وأسامة (34 سنة). كما أسفر قصف شمال القطاع عن استشهاد خمسة مواطنين، وعشرات آخرين في مناطق متفرقة من القطاع. وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة على حسابه على «تويتر» أمس أنه «تمكنت القوات البرية من الاستيلاء على مواقع جديدة في منطقة الشجاعية، حيث ألقت 120 قنبلة بوزن طن كل منها على هذه المنطقة». ولم يشر الى الأيام التي تم خلالها إلقاء هذه القنابل على الحيين اللذين ارتكبت فيهما اسرائيل محرقة حقيقية الأحد الماضي راح ضحيتها نحو 80 فلسطينياً. كما أعلن الجيش انه دمر كلياً مستشفى الوفاء لرعاية المسنين في حي الشجاعية بدعوى استخدامه «لاغراض قتالية لحماس والجهاد»، كما أطلقت طائرة صاروخاً على مستشفى بلسم في بلدة بيت حانون، ما أسفر عن تدمير الطبقة الثالثة منه. اصابة طائرة «اف 16» في هذه الأثناء، أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» أمس عن سلسلة عمليات استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة في المناطق الشرقية والشمالية من القطاع، علاوة على اطلاق عشرات الصواريخ على بلدات محاذية للقطاع ومدن بعيدة منها اسدود وريشون لتسيون ورحوفوت القريبتين من تل أبيب في اطار عملية «العصف المأكول». كما أعلنت انها أصابت ليل الثلثاء - الاربعاء طائرة اسرائيلية من طراز «اف 16» أميركية الصنع في سماء القطاع. وقالت إنها استهدفت ناقلة جند اسرائيلية بقذيفة «تاندوم»، واشتبكت مع الجنود على متنها شرق حي التفاح، وأوقعت فيهم قتلى وجرحى عندما خرج مقاتلوها من الخلف لناقلة جند واستهدفوها بقذيفة. وقُتل عامل أجنبي ظهر أمس نتيجة اصابته بشظايا قذيفة هاون أطلقها مقاومة فلسطينيون على منطقة النقب جنوب اسرائيل، أعلن الجيش عن مقتل ضابطي مدرعات في اشتباكات وقعت أول من أمس في القطاع، ما يرفع عدد القتلى منذ بدء العملية البرية فجر الجمعة الماضي إلى 29 جندياً وضابطاً، فيما أصيب أمس 21 جندياً وضابطاً، من بينهم ثلاثة في حال الخطر، ليرتفع عدد الجرحى منذ بدء المعركة البرية إلى أكثر من 200 جندي وضابط، لا يزال 133 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية. وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد» أمس مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين وقعوا في مكمن محكم لمجموعة من مغاويرها شرق خزاعة شرق خان يونس في إطار معركة «البنيان المرصوص». وقالت إنها خاضت اشتباكات عنيفة جداً مع القوة الخاصة المتقدمة في خزاعة، كما تمكن مقاتلوها من استهداف دبابة بصاروخ «كورنيت» الروسي المتطور واصابتها في شكل مباشر، وقصف مدينة تل ابيب بصاروخي «براق 70». وقالت القناة «السابعة» الاسرائيلية ان أحدهما أصاب مبنى في شكل مباشر، ما أدى الى اصابة أربعة اسرائيليين بجروح.