قرر شبان سعوديون تنفيذ حملة لطمس العبارات «المسيئة»، بعد أن رصدوا تواجدها بكثرة على بوابات المساجد والمجمعات التجارية وبعض الشوارع الفرعية داخل الأحياء، وبعضها عبارات تظهر مناصرة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أو معارضة له،إضافة إلى عبارات مسيئة للآداب والأخلاق العامة. وروج القائمون على الحملة لفكرتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «تويتر» و»انستغرام»، لاستقطاب مشاركين في الحملة، وذكروا أن «التعبير عن حرية الرأي فيما يحدث على الساحة من سياسة أو أحداث ساخنة أصابت المنطقة أخيراً، لا يمكن أن يكون بهذه الطريقة اللا أخلاقية»، وأضافوا عبر صفحاتهم على «تويتر»: «لاحظنا من خلال المشاركة في الأعمال الرمضانية التطوعية وتوزيع الوجبات على الصائمين، عبارات متنوعة، تزايدت خلال رمضان، وربما وجدها شبان أنها وسيلة للتعبير عما يدور داخلهم، أو أنها تفاعل مع الأحداث الساخنة وقضايا المنطقة العربية، وغيرها». واستعرض منظمو الحملة بعض تلك العبارات، مثل: «أنا مع «داعش». فيما كتب آخر: «لا يمكن أن نقبل بحركة إرهابية»، وآخرون يتحدثون عن «دولة الخلافة الإسلامية» وغيرها، وفي المقابل، دوّن آخرون «ألفاظاً بذيئة» لا علاقة لها بالتنظيمات وغيرها»، مشيرين إلى أنهم قرروا البدء من خلال «حملة توعية، تستقطب المزيد من المشاركين في الحملة، وتنشر الوعي حول طرق التعبير المناسبة». بدوره، قال الاستشاري النفسي الدكتور أحمد الرميح، ل «الحياة»: «إن التعبير عن الرأي لا يحتاج لاتباع طرق لا أخلاقية تسيء لصاحبها»، لافتاً إلى وجود «دراسة علمية أثبتت أنه من يبوح عما يدور بداخله بطرق عشوائية فهو شخص يعاني من اضطرابات نفسية ولا يمكن معاقبته، لكونه مريضاً نفسياً يحتاج إلى جلسات علاجية، وغالباً ما نلجأ إلى طريقة علاجية، وهي أن نطلب من الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب (الكتابة العشوائية) أن يكتب على أوراق ويقوم بحرقها، وهذه أول خطوة للعلاج». وأضاف الرميح: «إن البيئة المنزلية والتربوية لها تأثير على تصرفات هؤلاء، فربما يعاني الشخص من كبت أو مشكلات ذاتية، مثل «الوسواس القهري» وغيره، لعدم وجود طرق للتعبير عن الرأي، فيما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة واسعة، ويمكن لأي شخص ومن دون أن يكشف عن اسمه وهويته أن يعبر عن رأيه، ولكن بحرية وأدب».