أكدت مسؤولة الأيتام بمركز الإشراف النسائي الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية أسمهان الغامدي، أن عدد الأسر الصديقة للأيتام وصلت إلى 50 أسرة في منطقة الرياض، تسعى إلى تعويض الأطفال الراعية والحنان الذي يفتقدونه، مشيرة إلى أن غالبيتها ترغب في فئة عمرية مبكرة. وقالت ل«الحياة» خلال الاحتفال باليوم العربي لليتيم تحت شعار «أنا وأسرتي الصديقة تواصل وارتقاء»: «أكثر المتقدمين من الأسر الصديقة يرغبون في الفئة العمرية الباكرة، وبعض أبنائنا الأيتام بعد الزيارة الأولى يرفض الذهاب، ما يجعلنا نبحث له عن أسرة أخرى، في حين أن بعضهم يرفض ذلك أيضاً»، لافتة إلى أن برنامجاً يهدف إلى تعويض الأطفال الأيتام الذين لم تسمح الفرصة لاحتضانهم، بأن يسلموا للأسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية. وأضافت أنه يتم ذلك وفق نظام تقوم بموجبه إحدى الأسر الطبيعية في المجتمع بالارتباط بواحد أو أكثر من الأطفال الأيتام المقيمين في إحدى الدور الاجتماعية الإيوائية التابعة لوكالة الرعاية والتنمية الاجتماعية، بهدف استضافته لديها خلال فترة محددة، مثل فترة الإجازات والأعياد أو نهاية الأسبوع أو الإجازة الصيفية، ثم يعاد الطفل بعد انتهاء الإجازة أو الفترة المحددة إلى الدار أو المؤسسة التي يقيم فيها، مشيرة إلى أن ذلك يضمن لهم النمو المتوازن لبناء شخصياتهم. وأشارت إلى أن الفكرة الأولى جاءت منذ أكثر من 20 عاماً، عندما بدأت الأميرة سارة بنت محمد بن سعود في تلمس حاجة الأيتام في تلك الدور إلى محاكاة أدوار أفراد الأسرة الفعلية، وإلى أهمية توفير أسر صديقة لكل طفل، تعمل على الارتباط به نفسياً واجتماعياً، لافتة إلى أنه من أساسيات البرنامج قيام رب الأسرة بدور الأب المسؤول عن ابنه، عدا المسؤولية المادية التي تتولاها وزارة الشؤون الاجتماعية، وتتولى ربة الأسرة دور الأم للطفل اليتيم، وأبناؤها يكونون إخواناً له. وعن الشروط التي يتطلب توافرها في الأسر التي ترغب في استضافة الأطفال الأيتام، قالت: «من الضروري أن تكون الأسرة الراغبة مقيمة في نفس المنطقة ومشهوداً لها بالصلاح، ولا يقل المستوى الاقتصادي والتعليمي عن المتوسط، وأن يكون لدى الأسرة الراغبة في ذلك، كما أنه يشترط أن يكون لدى الأسرة نفس الجنس»، وعن واجبات الأسرة الصديقة تجاه الأطفال اليتامى، أضافت: «تطلب من الأسر الراغبة في المشاركة في برنامج الأسرة الصديقة المساهمة في تنشئة الطفل وتربيته على أساس من القيم والآداب الإسلامية وترسيخ العقيدة الصحيحة لديه، وكيفية التعامل مع أفراد الأسرة واحترام القيم الحسنة، ويمنح الحب لتعويضه عن فقد أسرته، وتحفيزه على الدراسة ومساعدته في زواجه».