أبرزت اختصاصيات اجتماعيات في مراكز الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية، المعوقات التي تواجههن في سبيل إدماج الأيتام داخل الشرائح المجتمعية، لافتات إلى أنها تتركز في إقناع المجتمع بمسألة إرضاع اليتيم. مشيرات إلى أن هذا المشروع لم يلاق استحسانا ولم يحقق النجاح المرجو منه بالمنطقة الشرقية مقارنة بالمناطق الأخرى. بيد أن فكرة الأسر الحاضنة التي تبلغ 500 أسرة في المنطقة تلقى إقبالا كبيرا وما زالت طلبات الأسر الحاضنة على قوائم الانتظار. جاء ذلك في أعقاب حفل النجاح الرابع الخاص بالأيتام، الذي نظم مساء أمس الأول في الدمام، حيث احتفلت 500 أسرة حاضنة بالمنطقة الشرقية بأبنائها (مجهولي الأبوين) وببدء عام دراسي جديد. وأوضحت لطيفة التميمي مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية أن مشكلات الأيتام والأسر الصديقة تتبلور بعدة محاور تم علاج العديد منها بالتأهيل والإرشاد، وتم تحقيق نسبة نجاح عالية في ذلك، حيث يبلغ عدد الأيتام بالمنطقة الشرقية 400 يتيم، 250 منهم لهم أسر محتضنة والمتبقي منهم في الدور الإيوائية. وأضافت التميمي: “أبرز ما واجهناه في إقناع المجتمع بخصوص الأيتام هو إرضاعهم؛ فالمشروع لم يلاق استحسانا ولم يحقق نجاحا بالمنطقة الشرقية على العكس من المناطق الأخرى، إلا أن فكرة ومتابعة الأسر الحاضنة لاقت نجاحا ملموسا، حيث لا تزال أسر حاضنة تنتظر تسلم أيتام وهي على قوائم الانتظار”. وبلغ عدد الأطفال المحتضنين لدى تلك الأسر نحو 300 يتيم يخوضون مشوار العلم في مراحل علمية متنوعة. من ناحيتها ذكرت سندس السيار رئيسة قسم رعاية الأيتام بمكتب الإشراف الاجتماعي: “إن حفل التفوق العلمي يهدف إلى تعزيز الثقة في نفوس الأيتام وتشجيعهم على إكمال مسيرتهم العلمية؛ فالطفل اليتيم قد يواجه قسوة من المجتمع إلا أن تحسين النظرة وإشراكهم في البرامج وخروجهم من الدور الإيوائية إلى أسر حاضنة له أهداف عديدة”. وأشارت هدى الملحم المشرفة على الأيتام إلى أن الأسر الحاضنة غالبيتها من الأسر غير القادرة على الإنجاب، وأصبحت بعد احتضانها لطفل أسرة متكاملة النواة. وأضافت السيار: “نحن بدورنا ننفذ جولات ميدانية للمدارس للتعريف بالأيتام والالتفات إلى هذه الشريحة ومراعاة ظروفها”. فيما قالت منيرة الهزاع (اختصاصية اجتماعية): “علاقة الطفل مجهول الأبوين مع أسرته الصديقة التي يتم التعامل معها بحسب أنظمة وإجراءات نظامية مسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية بحسب عدة مؤثرات تعتمد على شخصية الطفل”. وأضافت الهزاع: “الصفات الوجدانية للشخصية تعتبر من العوامل العديدة التي تجعل الطفل مهيأ لظهور نوع معين من المشكلات دون الأخرى، فالمشكلات التي ترجع إلى الشخصية كالخوف والخجل والخضوع والامتثال ناجمة عن واقعهم وتعرضهم لمحاولات الإجهاض منذ أن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم وغالبا ما تكون شخصياتهم مسرحا للمعاناة نتيجة القلق والخوف والاكتئاب والكبت”. ودعت الهزاع بضرورة عدم تأخر الأسر الصديقة في تعريف الطفل اليتيم بواقعه الاجتماعي حفاظا على صحته النفسية وبالتحديد ابتداء من سن الأربعة أعوام وذلك لتلافي الصدمات مستقبلا. مشيرة إلى أن ذلك الأمر يكون تدريجيا مع مراعاة عدم تجاهل أسئلة الطفل المحرجة بخصوص واقعه حتى لا ينتج من ذلك الكثير من المشاعر السلبية التي تدفعهم لمشكلات سلوكية، فالأمر يتطلب الاستعانة باختصاصيات اجتماعيات وإرشاد نفسي. وحذرت الهزاع من التساهل والإهمال في التربية، معتبرة أن الإهمال يتمثل في ترك الطفل دون تشجيع من والديه، وعدم إرشاده عند صدور سلوك منه غير مرغوب فيه بقولها: “الإهمال قد يفقد الطفل الإحساس بمكانته في أسرته ويفقده الإحساس بحبهم له وانتمائه إليهم، حيث يترتب على ذلك شخصية قلقة مترددة تتخبط في سلوكها بلا قواعد أو قوانين وحدود فاصلة”.