كثّف الجيش اللبناني أمس إجراءاته الأمنية على مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا في جنوب لبنان، بحيث شملت كل المعابر المؤدية والأحراج والبساتين التي يمكن أن يسلكها المطلوبون. وأكدت مصادر أمنية ل «الحياة» أن إجراءات الجيش لا تستهدف المخيم إنما تهدف إلى الحفاظ على أمنه وأمن المنطقة بسبب عمليات تهريب الأسلحة، وعدم تنفيذ المعنيين داخل المخيم الوعود بتسليم المطلوب توفيق طه (أبو محمد) الذي تردد أنه زعيم جماعة «عبدالله عزام» المتهمة في قضية «الخلية التكفيرية» في الجيش اللبناني التي كان أفرادها العسكريون ينوون تنفيذ تفجيرات في ثكنات ومراكز عسكرية. وكان الجيش تلقى وعوداً من أطراف في المخيم بتسليم المطلوب طه، لكنها لم تنفذ، إذ أنكر هؤلاء الأطراف معرفتهم بمكان وجوده. وأكد الجيش، الذي لقيت إجراءاته ترحيباً من داخل المخيم، أن الحملة ليست للتشفي إنما لمنع التهريب، في وقت تواصلت الاتصالات، بمشاركة إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود بين الأطراف داخل المخيم وأبرزهم أبو طارق السعدي زعيم «عصبة الأنصار» ورئيس «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، وكذلك الاجتماعات بين مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، بهدف تسليم المطلوبين الأمر الذي ترفضه بعض المجموعات المتشددة مثل «جند الشام» و «فتح الاسلام» و «جند الله» لأن ذلك سيؤدي، من وجهة نظرها، إلى «كر السبحة» ومطالبتها بتسليم مطلوبين منها. الاحمد: الفلسطينيون ليسوا طرفاً وفي السياق، زار عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزام الاحمد على رأس وفد ضم امين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي ابو العردات والسفير الفلسطيني اشرف دبور رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وجدد «احترام اللاجئين الفلسطينيين في لبنان للقانون اللبناني واستعدادنا الدائم لتسهيل عمل الأجهزة اللبنانية المختصة في المخيمات»، وقال: «سمعنا تصريحات كثيرة عن خلية كشف أمرها وتصريحات صدرت عن شخصيات لبنانية، ونود ان نؤكد ان المخيم والفلسطينيين ليسوا طرفاً في تلك القضية على رغم وجود اسم فلسطيني واحد في تلك الخلية، ونؤكد ان اي شخص يخرج على القانون ويلجأ الى المخيم الفلسطيني سواء كان فلسطينياً ام لبنانياً ام غير ذلك فإننا لن نتهاون في تنفيذ رغبة سلطة القضاء اللبناني في محاسبة هؤلاء». وأضاف رداً على سؤال: «في الخلية المشار اليها عناصر من الجيش اللبناني وعناصر لبنانية اخرى ومواطن فلسطيني واحد، وأعتقد بأنهم جزء من النسيج الموجود، وذلك لا يعني ان جميع اللبنانيين وجميع الفلسطينيين هم طرف في المشكلة ونتمنى على الدكتور سمير جعجع ان يتأكد ان المخيم ليس طرفاً في المشكلة وبالتالي لن يكون الجيش اللبناني مضطراً لأن يقوم بنهر بارد جديد». زار الأحمد النائب بهية الحريري والنائب السابق أسامة سعد والرئيس السابق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري. وصرح عن طلب تسليم توفيق طه، «بأننا لسنا بحاجة إلى طلب جديد، هناك اتفاق ومبدأ متفق عليه يطاول جميع الخارجين على القانون اللبناني إذا لجأوا إلى المخيم الفلسطيني»، معلناً أن «لا معلومات دقيقة عن وجوده داخل المخيم». وكان الأحمد زار قائد الجيش العماد جان قهوجي أول من أمس وبحث معه في موضوع المخيمات.