لليوم الثاني على التوالي، خُرقت التهدئة الشاملة المتبادلة المعلنة فجر الثلثاء برعاية مصرية، في وقت أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» التزامها وقف النار. وقال نائب الأمين العام ل «الجهاد» زياد النخالة ل «الحياة» في القاهرة: «ملتزمون اتفاق التهدئة»، موضحاً أن «ما جرى من انتهاك لها من بعض الأفراد لا يعني أن حجراً سقط من السماء». وأضاف: «ما حدث لا يجر إلى حرب أو اغتيالات... هذا هو الأمر الأساسي والمركزي في القضية». وأشار إلى أن «الأطراف كافة (الفلسطينيون ومصر وإسرائيل) تعي طبيعة التعقيدات على الأرض. وفي ظل حدود مفتوحة، فإن حدوث إشكالات على هذه المناطق أمر متوقع وتمكن معالجته»، داعياً إلى عدم المبالغة ووضع الأمور في حجمها الطبيعي. وقال ان «عناصر المقاومة في الميدان هم أصحاب قضية، لذلك قد يحدث عدم التزام من هذا العنصر أو ذاك أو خطأ غير متعمد، وهذا الأمر مفهوم»، مؤكداً أنه لا نقض للتهدئة. من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول في حركة «حماس» ل «الحياة»، إن «الحركة حريصة على التهدئة، والأمور منضبطة لديها». الوضع على الارض ميدانياًًََ، شنت طائرات اسرائيلية من طراز «اف 16» أميركية الصنع غارتين على منشآت مدنية في مدينتي غزة وسط قطاع غزة، وخان يونس شماله، من دون وقوع مصابين. واستهدفت الغارة الأولى حقلاً زراعياً قرب سوق السيارات في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، فيما استهدفت الثانية دفيئة زراعية في بلدة عبسان شرق خان يونس. وقالت وسائل اعلام اسرائيلية إن الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارتين، واحدة على موقع لإطلاق الصواريخ شمال القطاع، والثانية على نفق في جنوبه. وقالت الإذاعة العبرية إن صاروخي «غراد» سقطا صباح أمس على مدينتي بئر السبع ونتيفوت من دون وقوع مصابين أو أضرار. وأضافت أن بطاريات القبة الحديدة اعترضت الصاروخ الذي أُطلق على بئر السبع، فيما انفجر الصاروخ الذي أُطلق على نتيفوت على بعد مئات الامتار من المدرسة الاقليمية حيث انتظمت الدراسة. وأشارت الى أن الدراسة تعطلت في مدن بئر السبع وعسقلان واشدود وغان يافني. وحسب مصادر اسرائيلية، فإن ثلاثة صواريخ فلسطينية سقطت أول من أمس في منطقة صحراء النقب الى الشرق من القطاع من دون وقوع مصابين. «ذيول المعركة» في سياق متصل، رجحت مصادر سياسية اسرائيلية ألاّ تصعد إسرائيل عملياتها أكثر من ذلك، وقالت لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبري، إن «التجربة تدل على أنه بعد كل جولة تصعيد، هناك ما تسميه المؤسسة الأمنية في اسرائيل ذيول المعركة، يتم خلالها إطلاق صواريخ عدة للدلالة على أن هذه الجهة هي آخر من أطلق النار، وهي الضربات التي تمتصها اسرائيل وتحتويها، وما يحدث الآن في نتيفوت وبئر السبع طبيعي في مثل هذه الجولات من العنف». وأضافت: «اعتدنا على هذا الروتين، وسنواصل متابعة الأحداث لنرى إلى أين تصل الأمور. إذا تواصل إطلاق الصواريخ فستحدث تطورات في الجانب الإسرائيلي أيضاً». وذكرت مصادر اسرائيلية ان المعلومات لدى اجهزة الامن في الدولة العبرية تشير الى التزام عناصر «الجهاد» التهدئة، مشيرة الى ان تنظيمات صغيرة جداً مدعومة من جهات كبيرة تقوم بعملية الاطلاق في محاولة واضحة لتخريب التهدئة. واوضحت ان الجيش سيقوم بردود موضعية على عمليات الاطلاق تستهدف تدمير راجمات صواريخ مخبأة وأنفاق ارضية، من دون اللجوء الى توسيع شامل للعمليات. وأفادت «يديعوت احرونوت» أن وزراء منتدى الثمانية انتقدوا ما وصفوه بتجاهل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك بقية التشكيلة الامنية في الموضوع الإيراني والحرب مع غزة. ونقلت عن بعض الوزراء قوله ان المشاورات تتم فقط بين باراك ونتانياهو اللذين يتابعان الملفيْن من دون استشارة أي من الوزراء.