هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حركة «حماس» في غزة بأن إسرائيل «لن تحتمل قصف مواطنيها بل سترد كما يجب»، مضيفاً أنه لا ينصح «باختبار عزيمتنا». وكان نتانياهو يعقب على سقوط صاروخ «غراد» في مدينة بئر السبع، كبرى المدن جنوب إسرائيل أطلق مساء أول من أمس من قطاع غزة. وقال القائم بأعماله موشي يعالون إن إسرائيل ترى أن «حماس» هي المسؤولة عن أي قصف من القطاع، وهو الأول منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل أكثر من عامين. وتابع أن «المطلوب من الحركة الاهتمام بأن يسود الهدوء». وأقترِح عليها وعلى سائر المنظمات «التي تعمل من أجل التصعيد أن تفكر بأبعاده وانعكاساته المتوقعة، وكلي أمل في ألا يمتحنوننا أو يمتحنوا قدراتنا». إلى ذلك، اعتبرت مصادر عسكرية أن إطلاق صاروخ «غراد» على بئر السبع لا يشكل مؤشراً إلى احتمال تصعيد الوضع جنوب إسرائيل. ونقلت الصحف عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى تقديراتها أن حركة «الجهاد الإسلامي» هي التي أطلقت الصاروخ «لكن إطلاقه لا يشكل دليلاً على احتمال تصعيد الوضع في الجنوب». واستبعد قائد «الجبهة الداخلية (في الجيش الإسرائيلي) في منطقة الجنوب» العقيد إيتان اسحق احتمال استمرار إطلاق الصواريخ على بئر السبع، وقال إن «من الأفضل أن يكون السكان مستعدين لأي احتمال». واعتبر المعلق العسكري في صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية يوآف ليمور إطلاق الصاروخ «تحدياً لافتاً للردع الإسرائيلي»، مضيفاً أن رداً إسرائيلياً ضعيفاً عليه سيبث الانطباع لدى المنظمات الفلسطينية في القطاع بأن «إسرائيل ضعيفة وخائفة وتم ردعها، والجهاد لا تريد أكثر من ذلك ... لكن القصف الذي نفذته قد يدفع منظمات أخرى مثل لجان المقاومة على تقليد هذه العملية الناجحة». وكان نتانياهو تطرق في كلمة ألقاها في الكنيست في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء - الخميس إلى الاحتجاجات الشعبية في عدد من الدول العربية بقوله إن «مصلحة إسرائيل في ظل الأحداث التاريخية التي تجري على مرأى منا تفرض قبل أي شيء قراءة الواقع بصورة صحيحة، بحذر ومسؤولية، وبالوحدة لا التشرذم». وزاد أن الفترة الحالية «تتسم بعدم استقرار قد يستمر سنوات كثيرة»، مضيفاً: «إننا نأمل في أن يشهد العالم العربي وإيران عمليات دمقرطة حقيقية... مع ذلك يتعين علينا أن نكون مستعدين لأي احتمال». غارات اسرائيلية وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن ليل الأربعاء - الخميس غارات جوية على منشآت مدنية وأطلق قذائف مدفعية أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة 13 آخرين. وأدى إطلاق قذيفتين مدفعيتين تجاه عدد من الشبان شرق حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة الى إصابة تسعة منهم بجروح متفاوتة، من بينهم أحد عناصر «سرايا القدس»، الذراع العسكرية ل «الجهاد»، عادل جندية (25 سنة) الذي أصيب بجروح بالغة ما لبث أن استشهد متأثراً بها. وأطلقت طائرة حربية صاروخاً فجراً تجاه موقع ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» جنوب غربي مدينة غزة، من دون وقوع جرحى أو أضرار. كما أطلقت طائرة أخرى صاروخاً تجاه منطقة السطر الغربي في مدينة خان يونس استهدف غرفة زراعية في إحدى المزارع، ما أدى الى تدميرها تماماً. واستهدفت الطائرات بصاروخين موقع أبو جراد التابع ل «كتائب القسام» جنوب شرقي مدينة غزة، وصاروخين آخرين تجاه منطقة تقع شرق مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، استهدف الأول مستودعاً تجارياً، والثاني بناية مكونة من طبقتين، ما أدى الى تدميرها بالكامل وإلحاق أضرار جزئية بأربع منشآت صناعية. واستهدف الصاروخ السادس ورشة حدادة، ما أسفر عن إلحاق أضرار جزئية فيها، فيما سقط السابع في قطعة أرض فضاء في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح. وجاءت الغارات بعدما أطلق مسلحون مجهولون صاروخين من نوع «غراد» من قطاع غزة في اتجاه بلدات إسرائيلية، أصاب أحدهما منزلاً في مدينة بئر السبع، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية فيه من دون إصابة أحد بأذى، فيما سقط الثاني في بلدة «نتيفوت» من دون أضرار. وأعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بيان أنها أطلقت ثلاث قذائف هاون ليل الأربعاء - الخميس على موقع «ناحل عوز» العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وأضافت أنها أطلقت أيضاً قذيفتي هاون على موقع عسكري إسرائيلي شرق حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.