تزامناً مع تسليم التقرير النهائي لأعمال اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة تجمّع وتدافع طالبات كلية الملك خالد في أبها، تجددت حوادث تجمع الطالبات الجامعيات المتذمرات من سوء إدارة كلياتهن، إذ أصيبت ست طالبات وأستاذة محاضرة في كلية التربية للبنات في محافظة بلقرن بعد تدافع طالبات حاولن تقليد طالبات جامعة الملك خالد في أبها اللاتي تجمعن للاحتجاج على سياسة الكلية قبل أيام وأثرن اهتماماً واسعاً لدى مسؤولين ووسائل إعلام. وعلى رغم تسبب الطالبات المقلدات في فوضى خلفت إصابات بين الطالبات إلا أن إدارة الكلية تمكنت من السيطرة على الأمور سريعاً. وبحسب مصادر تحدثت ل«الحياة»، فإن مطالب فتيات كلية التربية في بلقرن شملت إبعاد العميدة التي تحمل جنسية عربية واستبدالها بعميدة سعودية، وتغيير أسعار الكافتريا، إضافة إلى تفادي تأخر صرف مكافآت الطالبات. وأوضح المتحدث الإعلامي في «صحة بيشة» عبدالله بن سعيد الغامدي أن إدارة الطوارئ تلقت بلاغاً من مستشفى بلقرن بالحادثة قبل أن ينتقل كادر طبي وسيارة إسعاف لموقع الكلية، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تم إسعافها في الموقع 13 حالة، فيما تم نقل سبع منها إلى مستشفى العلاية. وتلخص الحالات، بحسب تصريح الغامدي، ب«هلع وذعر من الأحداث»، لافتاً إلى أن من بين الحالات السبع إصابة أستاذة محاضرة من جنسية عربية في الجامعة. من جانبه، أكد مدير المركز الإعلامي في جامعة الملك خالد الدكتور عوض القرني، أن تجمع طالبات كلية بلقرن وقع صباح أمس، وأن الجامعة بدأت التحقيق في ملابسات التجمع، والنظر في شكاوى الطالبات للوقوف على مدى صحتها، وأن الجامعة ستصدر بياناً توضيحياً، في المقابل قال الهلال الأحمر في بلقرن من خلال بيان صحافي أصدره أمس، إنه نقل ست مصابات إلى مستشفى بلقرن، مضيفاً أن حالاتهن نتجت من الإغماء. ونفت الجهات الأمنية في منطقة عسير أن تكون تدخلت، مبينة أن سيارات الشرطة هرعت إلى موقع الكلية من أجل فرض الوجود الأمني، والأمر ذاته قالته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي أشارت إلى أنها حضرت لأداء المهام المنوطة بها في مثل هذه الحالات. وكان أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز قد تسلم أمس التقرير النهائي لأعمال اللجنة العليا التي شكلت عقب أحداث جامعة الملك خالد، والتقى الأمير فيصل بن خالد في مكتبه في الإمارة نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف وعدداً من أعضاء اللجنة الذين ناقشوا مع الأمير آلية تنفيذ الحلول العاجلة بالجامعة وجميع الكليات بمحافظات المنطقة. وأوضح نائب وزير التعليم العالي أن وفد الوزارة قام صباح أمس بزيارة إلى فرع جامعة الملك خالد بمحافظة ببيشة للاطلاع على ما تم التوصل إليه في مشروع كليات البنات بالمحافظة ودراسة العوائق التي أخرت المشروع، إضافة إلى وضع الحلول العاجلة لإنهاء المشروع في فترة وجيزة. وأشار السيف إلى قيام وفد نسائي مكون من رئيسة القسم النسائي بقطاعات وزارة التعليم العالي الدكتورة أمل فطاني، والمستشارة بوزارة التعليم العالي الدكتورة الجوهرة آل الشيخ بزيارة لكلية العلوم والآداب للبنات بالنماص، إذ التقتا إدارة الكلية ومنسوباتها وطالباتها، وتم خلال الاجتماع الاستماع إلى مطالبات الطالبات من خلال لقاء الوفد في مسرح الكلية. وتنوعت مطالب الدراسات في كلية بلقرن بين التذمر من سوء الخدمات في الكلية، وإقالة عميدة الكلية التي تحمل إحدى الجنسيات العربية، إضافة إلى غلاء أسعار مكتبة الكلية والبوفيه، وتأخر مكافآتهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقالت طالبات تحدثن ل«الحياة» إن العميدة «سلبية جداً أمام شكاويهن من المشرفات اللاتي يوجهن إليهن على الدوام ألفاظاً نابية وبذيئة» على حد وصفهن. وأشارت طالبات في كلية محافظة بلقرن (200 كيلو متر شمال أبها) إلى أن الكلية تجبر الطالبات على شراء المحاضرات مصورة من مكتبة الكلية بمبلغ 200 ريال، ولا تقبل بأن تصور المحاضرات خارجها، مبينات أن وضعهن المالي لا يسمح لهن بشراء جميع المحاضرات التي يعد اقتناؤها إلزامياً على حد ما زعمت الطالبات. أما فيما يخص بوفيه الكلية، فأشارت الطالبات إلى ارتفاع أسعاره، إذ إن سعر الساندوتش الواحد يبلغ سبعة وثمانية ريالات، الأمر الذي يدفع كثيراً من الطالبات إلى قضاء اليوم الدراسي من دون أكل، لافتات إلى أن الكلية تمنع الطالبات من إحضار وجبات من المنزل.