يرتاد «الشباب» معرض الكتاب الدولي في الرياض بشكل لافت، حتى لا تكاد العين تخطئهم في أي ممر من ممرات المعرض. فئة منهم تستطلع وتسأل قبل أن تقع في شراك «العناوين الجذابة» وفئة تأتي بقائمة من الكتب مسبقة، وبعضهم يأتي للالتقاء بالزملاء الذي لا يراهم طوال العام. ما يتيح لأصحاب «القوائم» الوصول إلى الكتب التي يريدونها، ما أتاحته بعض المواقع على شبكة الانترنت من تقارير ومعلومات حول الجديد من الكتب. فقبل أن يدلف الزائر مع آلاف الزوار إلى معرض الكتاب، بإمكانه أن يلقي نظرة إلى موقع «أندية القراءة السعودية» (http://saudibookclubs.org) (المنشأ بأيدي شابة) ليعرف جديد الكتب لدى بعض دور النشر. لم يغطِ «أندية القراءة السعودية» الدور كافة، وإنما بذل ما يستطيع أن يقوم به. قدم إضافة إلى «المعلومات»، بعض التقارير والانطباعات عن المعرض، إلا أن بعضها لم تكن دقيقة، إذ أن كتاب «زمن الصحوة.. الحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية» لستيفن لاكروا منع، كما أثير منع كتاب عبدالعزيز الخضر العام الماضي «السعودية سيرة دولة ومجتمع»، وحقيقة الأمر أنه لم يمنع، وتبدو إشاعات المنع وسيلة لترويج بعض الكتب أحياناً. من تلك الملاحظات التي ذكرها موقع أندية القراءة السعودية، تفوق دور النشر السعودية على الدور اللبنانية، «أكثر دور النشر إقبالاً وازدحاماً هي، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، دار جداول، ودار مدارك.. ومن الملاحظ أنها دور نشر سعودية والإقبال عليها فاق دور النشر اللبنانية التقليدية المعروفة» وهو ما يلحظه الزائر فعلاً، وقد يعود هذا الأمر برأي بعض المتابعين، إلى وعي الناشر السعودي بالحراك الفكري والديني والثقافي المحلي، واقتناصه للكُتّاب والمواضيع. إلى جانب ذلك، يلفت «نادي القراءة» نظر الزوار بفكرة «تدوير الكتاب» قبل الدخول إلى «حرم المعرض»، إذ تتلخص فكرتهم بالشعار الذي وضعوه «ضع كتابك، وخذ آخر». هذه التجربة وجدت إقبالاً ملحوظاً من الزوار، وتعد الأولى للنادي الطلابي المدعوم من جامعة الملك سعود في معرض الكتاب. في إحدى ردهات المعرض التقت «الحياة» مع رئيس نادي القراءة في جامعة الملك سعود الطالب أبان باهبري، فقال: «لم أتوقع حجم الزوار، ولا ردة الفعل الإيجابية التي وجدناها من الناس، ففي الفترة الصباحية من اليوم الأول استبدلنا ما يفوق 150 كتاباً، وما زلنا نستقبل بشكل يومي مئات الكتب». وعن آلية الاستبدال، أوضح باهبري أن كل كتاب يستبدل بكتاب آخر يشبهه في الموضوع، فالكتب الدينية تستبدل بدينية والأدبية بأدبية وهكذا، شريطة أن يكون الكتاب صالحاً للقراءة، رافضاً قبول الكتيبات وإدراجها ضمن قائمة الاستبدال. وأشار إلى أنهم يضطرون في أحيان كثيرة إلى شراء بعض الكتب التي يكون عليها طلب كالروايات العالمية مثلاً نظراً لإقبال الناس عليها، إذ يؤكد أن هدف النادي تنمية القراءة لدى الناس، بعيداً عن أي شيء ربحي، لافتاً إلى أن النادي مدعوم من جامعة الملك سعود، «وهذا يساعدنا كثيراً في توفير الكتب المطلوبة». لم يقتصر «نادي القراءة» على الكبار فحسب، بل أشرك الأطفال في ذلك فخصص لهم ركناً يحوي كتبهم، وذلك بهدف تشجيع الأطفال على القراءة وإكسابهم ثقافة القراءة منذ الصغر كما يقولون. ويعد برنامج تدوير الكتاب من أهم إنجازات نادي القراءة في جامعة الملك سعود بل إنه يعد سبقاً ثقافياً على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج كما يقولون. ويهدف النادي إلى بناء جيل واع ومثقف، ونشر ثقافة القراءة بين الطلبة ومن ثم عائلاتهم والمجتمع، وتدريب الأعضاء على مهارات التقديم والإلقاء والتلخيص، واكتشاف مواهب الطلبة، والاستفادة منها، وإكساب الطلبة مهارات القيادة والإدارة والحوار، وتوفير كتب بأسعار مخفضة وتخفيف العبء المادي على الطلبة، وإيجاد مناخ أخوي لبناء العلاقات المثمرة بين الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. يذكر أن نادي القراءة في جامعة الملك سعود من أوائل الأندية على مستوى الجامعات السعودية التي يهتم بالقراءة، إذ أُنشئ في شهر صفر عام 1429 ه، بإدارة تامة من طلاب جامعيين، محبين للقراءة.